طلب فتوى
الفتاوىالمواريث والوصايا

حكم التنازل عن الميراث

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

رقم الفتوى (816)

 

ورد إلى دار الإفتاء السؤال التالي:

          قبل سبعة عشر عاماً قسمنا تركة أبينا بين الورثة، فتنازل بعض البنات عن نصيبهن بدون إكراه، والآن؛ يطالب ابن إحدى المتنازلات بنصيب أمه في الميراث، فما حكم ذلك؟

الجواب:

            الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه.

           أما بعد:

          فإن كان الواقع ما ذكر في السؤال، فلا حقَّ لهذا الابن في المطالبة بنصيب أمه؛ لأنها تنازلت عن نصيبها بمحض إرادتها، وصار نصيبها ملكاً لمن تنازلت له، وأما إن كان من قبيل ما يفعله بعض الإخوة مع أخواتهم، من أخذ حصتهن بسيف الحياء، ويسمونه تنازلاً، فهو من الظلم، وأكل المال بالباطل، والله تعالى يقول: (وَمَنْ يَّظْلِم مِّنكُمْ نُذِقْهُ عَذَاباً كَبِيراً)[الفرقان:19]، ويقول: (يَا أَيُّهَا الذِينَ ءَامَنُواْ لاَ تَأْكُلُواْ أَمْوَالَكُم بَيْنَكُم بِالْبَاطِلِ)[النساء:29]، ويقول النبي صلى الله عليه وسلم: (من ظلم قيد شبر من الأرض طوقه من سبع أرضين) [البخاري:2453 ،مسلم: 1612]، وينصح الأخ بمصالحة أبناء أخته وفاءً لأمهم التي تنازلت له، وقد يكون تنازلها حياءً في ذلك الوقت،والله أعلم.

وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

 

                                                    

                                                       الصادق بن عبد الرحمن الغرياني

                                                                 مفتي عام ليبيا

4/ربيع الأول/1434هـ

2013/1/16

الوسوم
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق