طلب فتوى
الصلاةالعباداتالفتاوىالمساجد

حكم صلاة الجمعة في قبو (بدروم) المسجد

متابعة الإمام من مكان مغلق عن المسجد

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

رقم الفتوى (4460)

 

ورد إلى دار الإفتاء الليبية السؤال التالي:

نحن اللجنة المشرفة على بناء مسجد حي السلام، الكائن بتاجوراء بمحلة الوادي الشرقي، نسأل عن حكم إقامة صلاة الجمعة في القبو، علمًا أن المسجدَ تحت الإنشاءِ منذ سنة 2016م، وأن منسوبَ المسجد على الطريق العام يختلف عن منسوبه من الجهة الخلفية.

الجواب:

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه.

أما بعد:

فمن شروط صحة الجمعة أن تقام في مسجد، وهو ما كان ذا بناءٍ وسقف، وجُعِل للصلاة وحُبِّس لها، قال الدسوقي رحمه الله: “إنَّمَا يَتَقَرَّرُ مُسَمَّى الْمَسْجِدِ إذَا كَانَ ذَا بِنَاءٍ وَسَقْفٍ عَلَى الْمُعْتَمَدِ” [حاشية الدسوقي: 1/374]، وهذه الأوصاف متحققة في القبو؛ فيُعدُّ مسجدًا.

وقَصدُ الانتقالِ منه إلى المسجد بعد اكتمالِ بنائهِ، لا يمنع صحة صلاة الجمعة فيه؛ فقَصْدُ التأبيدِ ليس شرطًا، قال الدردير رحمه الله: “فَتَصِحُّ -أي: الجمعة-فِي مَسْجِدٍ قَصَدُوا بَعْدَ مُدَّةٍ الِانْتِقَالَ لِغَيْرِهِ، وَلَوْ لِغَيْرِ عُذْرٍ” [الشرح الصغير: 1/502].

وصلاة الناس في قبو المسجد بصلاة الإمامِ وهو بالمسجدِ تجوزُ، إنْ كان يمكنهم متابعةُ الإمام، بأن كانوا يرونه، أو يرونَ بعضَ المصلين معه، من بابٍ أو كُـوّةٍ، أو مِن جزءٍ مِن المسجد غيرِ مسقوف، أو كانوا لا يرونهُ، ولكن يسمعونَ تكبيرهُ دونَ مكبراتِ الصوت، بحيث يمكنهم متابعته، ومعرفةُ انتقالاته، وسهوِهِ إذا سَهى، ونحو ذلك، ولا يجوزُ الاقتداء إذا كانوا لا يرونه، ولا يرون المصلّين معه، ولا يسمعون تكبيره، قال الحطاب رحمه الله: “وَذَلِكَ أَنَّ أَهْلَ الْمَذْهَبِ قَالُوا: مَرَاتِبُ الِاقْتِدَاءِ أَرْبَعَةٌ، إمَّا رُؤْيَةُ أَفْعَالِ الْإِمَامِ، أَوْ أَفْعَالِ الْمَأْمُومِينَ، أَوْ سَمَاعُ قَوْلِهِ، أَوْ سَمَاعُ قَوْلِهِمْ” [مواهب الجليل: 2/122].

وأما اختلافُ منسوبِ المسجدِ مِن جهةٍ إلى أخرى فلا تأثيرَ له، ما دامتِ الصفوفُ مستويةً، والله أعلم.

وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

 

 

لجنة الفتوى بدار الإفتاء:

عبد العالي بن امحمد الجمل

حسن بن سالم الشريف

 

الصادق بن عبد الرحمن الغرياني

مفتي عام ليبيا

28//شعبان//1442هـ

11//04//2021م

 

الوسوم
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق