دعم برنامج تلفزيوني هادف بقيمة الرسائل النصية
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
رقم الفتوى (2794)
ورد إلى دار الإفتاء السؤال التالي:
نرغب في إقامة برنامج تلفزيوني هو عبارة عن دورة تدريبية تثقيفية توعوية في مجال الصحة البدنية والتغذية، مدتها من 4 إلى 6 أشهر، ونريد أن نمولها عن طريق الرسائل النصية (SMS)، من خلال تصويت المشاهدين على الرياضيين المشاركين في الدورة؛ بحيث من يتحصل منهم على أكثر الأصوات يبقى ويستمر إلى نهاية البرنامج، وليس في هذا التصويت أي مكسب مادي، ولا توزّع جوائز على المصوتين، وإنما الدافع له هو الانتفاع بالبرنامج في التوعية والثقافة البدنية والتغذية الصحية، علماً بأن قيمة الرسالة المرسلة في التصويت سيكون أكثر من قيمتها الأصلية، وإعلام المشاهدين بذلك، فنرجوا من حضرتكم بيان الحكم الشرعي في ذلك (مع العلم أن 50% من قيمة هذه الرسائل سيذهب إلى شركتي الاتصال _ليبيانا والمدار_ و20% منها ضرائب للبريد، و30% الباقية هي ما نستفيد منه لتمويل البرنامج)، وإن كان في تمويلها بهذه الطريقة محظورا شرعياً، فما هو البديل الشرعي الذي تقترحونه لنا؟
الجواب:
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه.
أما بعد:
فحكم إقامة مثل هذه الدورات والبرامج، والمشاركة بالتصويت فيها، عن طريق الهاتف عبر الرسائل النصية؛ يرجع إلى مضمون هذه البرامج، فإن كان مضمونها نافعًا، ومشروعًا، ولا يحتوي على محظور شرعي، ككشف العورة أو الاختلاط المحرم، ونحوه من المحظورات، فلا حرج في إقامتها والاشتراك فيها وتمويلها، والتعاون عليها يكون محمودا، ونافعا، ومن البر الذي ينبغي التعاون عليه، قال تعالى: (وَتَعَاوَنُواْ عَلَى الْبَرِّ وَالتَّقْوَى وَلاَ تَعَاوَنُواْ عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُواْ اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ) [المائدة:2]، بشرط أن يكون المشاهد الذي يقوم بالتصويت على علمٍ بالقيمة الحقيقية للرسالة، متطوعا بالزائد الذي يؤخذ منه عليها.
وعليه؛ فلا حرج من إقامة هذا البرنامج وتمويله بالطريقة المذكورة، مادامت لا تعطى فيه جوائز للمشاركين كما جاء في السؤال، واستوفت الشروط سالفة الذكر، والله أعلم.
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
لجنة الفتوى بدار الإفتاء:
أحمد محمد الكوحة
أحمد ميلاد قدور
الصادق بن عبد الرحمن الغرياني
مفتي عام ليبيا
29/ربيع الآخر/1437هـ
08/فبراير/2016م
