طلب فتوى
الأسرةالطلاقالفتاوى

هل التهديد بالقتل يُعد من الإكراه في الطلاق؟

ما يُعد من من المُكرهات على الطلاق

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

رقم الفتوى (4101)

 

ورد إلى دار الإفتاء الليبية السؤال التالي:

حصلت مشكلة بيني وبين زوجتي سنة 2017م، فطلقتها طلقةً واحدةً، فذهبت إلى بيت أهلها لمدة سنة، وبعدها قمت بترجيعها بعقد زواج جديد، ومنذ أسبوعين طلبت مني الطلاق لأكثر من مرة، وأنا لا أريد الطلاق، لكنها أصرت عليه، ودخلتْ إلى المطبخ وأخذتِ السكين ووضعته على رقبتها، تريد أن تقتل نفسها إن لم يحصل الطلاق، فخفت على نفسي وخفت عليها، فقمت بطلاقها مكرها طلقة واحدةً، وأنا لا أريد الطلاق، علما أنّ لدي ثلاثة أطفال، ولا أريد أن أشتت العائلة، فهل يقع الطلاق، أم لا يقع؟

الجواب:

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه.

أما بعد:

فإن الإكراه الذي لا يعتد معه بالطلاق، يكون بخوف حصول شيء مؤلم للزوج إن لم يطلق، كالتهديد بالضرب أو الحبس، أو القتل له أو لولده أو أحد والديه، أو بأخذ ماله أو حرقه وإتلافه، أما تهديد الزوجة بقتل نفسها إن لم يطلقها الزوج، فليس من الإكراه الذي لا يعتد معه بالطلاق، قال الدسوقي رحمه الله: “(قَوْلُهُ لَا أَجْنَبِيٍّ) هُوَ بِالْجَرِّ عَطْفٌ عَلَى وَلَدِهِ أَيْ لَا خَوْفِ قَتْلِ أَجْنَبِيٍّ أَيْ فَلَيْسَ إكْرَاهًا فَإِذَا قَالَ لَهُ ظَالِمٌ إنْ لَمْ تُطَلِّقْ زَوْجَتَك وَإِلَّا قَتَلْت فُلَانًا صَاحِبَك أَوْ أَخَاك أَوْ عَمَّك فَطَلَّقَ فَإِنَّهُ يَقَعُ عَلَيْهِ الطَّلَاقُ؛ لِأَنَّ التَّخْوِيفَ بِقَتْلِ الْأَجْنَبِيِّ وَهُوَ غَيْرُ الْوَلَدِ لَا يُعَدُّ إكْرَاهًا شَرْعًا” [حاشية الدسوقي: 368:2].

عليه؛ فإن الطلاق واقع، ويجوز لك إرجاعها إلى عصمتك ما لم تخرج من العدة، وعليك أن تنتبه لنفسك، وتتجنب الطلاق؛ لأنك إذا طلّقت مرة أخرى فإنّ المرأة تحرم عليك، ولا تحلّ لك حتى تنكح زوجًا غيرك، والله أعلم.

وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

 

(أعطيت هذه الفتوى بناء على طلب المستفتي وإقراره بأن القضية موضوع الفتوى ليست معروضة على القضاء، وإذا ثبت خلاف ذلك فتعد الفتوى لاغية، ويخضع صاحبها للمساءلة القانونية).

 

 

لجنة الفتوى بدار الإفتاء:

عبد الدائم سليم الشوماني

حسن سالم الشريف

الصادق بن عبد الرحمن الغرياني

مفتي عام ليبيا

08// جمادى الآخرة// 1441هـ

03// 02// 2020م

الوسوم
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق