بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
رقم الفتوى (1413)
ورد إلى دار الإفتاء السؤال التالي:
نحن رواد مسجد (عرادة العتيق)، نرجو منكم إفتاءنا فيما تعرض له مسجدنا من آفة عث الفرش “البق”، وذلك بسبب العمال الأجانب الذين يرتادون المسجد، وقد تأكدنا أنهم هم السبب، وذلك بعد الوقوف على حال المساكن المقيمين فيها، وللعلم فإن هذه البق ناقل للأمراض؛ لأنه يعيش على مص الدم من الإنسان، ولقد قمنا برش المسجد أكثر من مرة بالمبيدات، وغيَّرنا الفرش، وأزلنا أرضية الخشب، ولم تفلح هذه التغيرات من التخلص من هذه الآفة، عليه فإننا نطلب من حضرتكم إرشادنا إلى حل مع هؤلاء العمال، حيث إننا نصحناهم بتنظيف منازلهم، ونصحنا من يؤجر لهم، وقد أشار علينا بعض أهالي رواد المسجد بضرورة عدم دخولهم للمسجد، فأفيدونا مأجورين في ما ذكر.
الجواب:
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه.
أما بعد:
فإذا كان الحال كما ذكرت، وثبت بما لا يدع مجالا للشك، بإخبار الأطباء أن هذه الحشرة تنقل الأمراض، بأن كانت معدية، ولم توجد أي وسيلة للحد منها، فلا يجوز لمن كان مبتلىً بها أن يحضر الجماعة في المسجد؛ لأنه يؤذي المصلين، ويؤذي الملائكة، قال صلى الله عليه وسلم: (لا ضرر ولا ضرار) [الموطأ: 2184]، وقد نهي النبي صلى الله عليه وسلم آكلَ الثوم عن حضور الجماعة، فقد قال صلى الله عليه وسلم: (من أكل من هذه البقلة الخبيثة فلا يقربن مسجدنا) [أبوداود:3824]، (وكان يؤمر بإخراج آكل الثوم من المسجد إلى البقيع) [ابن ماجه:3363]، وخصوصا إن كانت هذه الحشرة تلحق الضرر بالمصلين، كأن كانت تنتقل عن طريق المخالطة والمجالسة، أو عن طريق الملابس، أو تشغل المصلين عن صلاتهم، أو تنفرهم منه، والله أعلم.
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
لجنة الفتوى بدار الإفتاء:
غيث بن محمود الفاخري
أحمد ميلاد قدور
محمد الهادي كريدان
الصادق بن عبد الرحمن الغرياني
مفتي عام ليبيا
11/شوال/1434هـ
2013/8/19م