بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
رقم الفتوى (3493)
ورد إلى دار الإفتاء السؤال التالي:
ابني عمره ستة عشر عاما، ويدرس في السنة الثانية ثانوي، القسم العلمي، تم خطفه من قبل مجرمين يوم 2017/7/28م، وطالبوا بدفع فدية لإطلاق سراحه، وقد تزامن اختطافه مع موعد امتحانات الدور الثاني، فتم الاتفاق مع الخاطفين على السماح له بحضور الامتحانات، إلى حين التمكن من توفير المبلغ المطلوب، فأجرى امتحانين ومنع من حضور الامتحان الأخير، وبعد إطلاق سراحه طالبنا المدرسة أن تمنحه فرصة أخرى، لإعادة الامتحانات الثلاثة؛ لأنه وإن حضر امتحانين إلا أنه كان في وضع نفسي وعصبي سيء، بسبب الاختطاف، وقد أثبتنا لهم ذلك بمحضر الشرطة، وتقرير الطبيب المختص الذي أشرف على علاجه، وأثبت معاناته من اضطراب وجداني “اكتئاب نفسي شديد”، كما في التقرير المرفق، ولكن كان الرد من مسؤولي التعليم بالمنطقة بعدم إمكانية تنفيذ الطلب؛ لأن القوانين المعمول بها في الامتحانات العامة لا يوجد بها ما يسمح بإعادة الامتحان بعد الدور الثاني لمن تعرض لمثل ذلك، فما حكم الشرع في مثل هذه الحالات؟
الجواب:
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه.
أما بعد:
فإن كان الواقع ما ذكر في السؤال، فإن هذا عذر قاهر وحالة استثنائية، ينبغي على الجهات ذات الاختصاص مراعاتها، وإعادة النظر فيها، وفي مثلها من الحالات، فإن الله تعالى لا يكلف الناس ما لا يُطيقون، فالظروف القاهرة معتبرةٌ في الشرع، وفي القوانينِ وأعرافِ الناس، والله أعلم.
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
الصادق بن عبد الرحمن الغرياني
مفتي عام ليبيا
25/جمادى الأولى/1439هـ
11/فبراير/2018م