بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
رقم الفتوى (972)
السيد المحترم/ مدير الشركة العامة لخدمات النظافة بالمرج.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
تحية طيبة وبعد:
فبالإشارة إلى مراسلتكم ذات الرقم الإشاري (1/4/45) بشأن طلب إعادة الدفن في المقبرة القديمة التي دفن بها ضحايا الزلزال سنة 1963م، بسبب عدم حصولكم على أرض لإقامة مقبرة جديدة، بحجة الآثار الموجودة بالمنطقة، وامتلاء المقبرة الحالية .
والجواب على ذلك:
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه.
أما بعد:
فالأصل أن لا يتصرف في المقبرة بأي نوع من أنواع التصرف؛ لأن القبر حبس على صاحبه بدفنه فيه، قال خليل في المختصر: “والقبر حبس لا يمشَى عليه، ولا يُنبش ما دام به”[مختصرخليل:52]، ولما يؤدي له من إيذاء الأموات، فقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (كسر عظم الميت ككسره حياً)[صحيح ابن حبان:3167]، إلا إذا تبين أن العظام قد بليت في هذه المقبرة، ولم يبق لها أثر، فإنه يجوز لكم ردم هذه المقبرة، والدفن فيها من جديد، قال الدردير: “إذا علم أن الأرض أكلته، ولم يبق منه شيء من عظام، فإنه ينبش، لكن للدفن، أو اتخاذ محلها مسجداً، لا للزرع والبناء”[الشرح الصغير:578/1].
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
الصادق بن عبد الرحمن الغرياني
مفتي عام ليبيا
21/ربيع الآخر 1434هـ
2013/3/3