إكرام محفظي القرآن الكريم وتوفير العمل لهم
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
رقم الفتوى (3554)
السيد: مدير إدارة شؤون القرآن الكريم والسنة النبوية.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
تحية طيبة، وبعد:
فبالإشارة إلى مراسلتكم، المتضمنة سؤالكم عن المتعاونين مع الهيئة العامة للأوقاف والشؤون الإسلامية، مقابلَ مكافأةٍ مقطوعةٍ، ولا يجدونَ إقبالًا مِن الطلبةِ في الحلقاتِ التي يشرفونَ عليها، رغم تواجدهم في المواعيد المحددة والتزامهم بالحضور، ومنهم من له جهد مشكور وتاريخ مضيء في تعليم القرآن الكريم، فهل يجوز للهيئة الاستمرار في التعاقد معهم؛ تقديرا لسابق فضلهم، مع الأخذ مستقبلا بالأسباب التي قد تحفّز الطلبة على الالتحاق بالكتاتيب، أم يلزم إنهاءُ خدماتهم، باعتبار الأمر الواقع؟
الجواب:
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه.
أما بعد:
فزهد الطلبة في الالتحاق بمراكز التحفيظ أصبح ملحوظا ومعلوما في السنوات الأخيرة، ويرجع ذلك لأسباب منها؛ كثرة الشواغل والملهيات، وقصور أولياء الأمور وأهل الصلاح عن تحفيز الطلبة للالتحاق بهذه الحلق، وتوجيه معظم اهتمامهم على أن يتحصل أبناؤهم على دورات في علوم أخرى، وربما تكون للعزوف أسباب أخرى؛ كانشغالهم بالواجبات المدرسية والامتحانات، ومهما تكن هذه الأسباب؛ فلا بد للمسؤولين على هذه المراكز مِن الاهتمام بها، وتطويرها، والتحفيز عليها؛ لما فيها من الخير والنفع للمسلمين؛ قال صلى الله عليه وسلم: (خيركم من تعلم القرآن وعلمه) [البخاري:5027]، وللتشجيع على ذلك ينبغي إكرام محفظي القرآن، بتوفير متطلباتهم وما يحتاجونه لأداء خدمتهم على أكمل وجه، وعدم تأخير صرف مرتباتهم، وحصر مراكز التحفيظ بحيث تدمج، فيكون في القرية أو الحي مركز واحد للتحفيظ، ويُنقل إليه المحفِّظون المتعاونون، أصحاب الكفاءة والبذلِ والعطاءِ، ويُستبعدُ مَن أهملَ وفرطَ، والله أعلم.
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
لجنة الفتوى بدار الإفتاء:
أحمد ميلاد قدور
محمد علي عبد القادر
الصادق بن عبد الرحمن الغرياني
مفتي عام ليبيا
28/رجب/1439هـ
15/إبريل/2018م