بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
رقم الفتوى (3203)
السيد / رئيس اللجنة الإدارية لمركز تحفيظ الأرناؤوطي.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
تحية طيبة، وبعد:
فبالنظر إلى مراسلتكم المتضمنة السؤال التالي:
من باب النظام وخدمة المصلين، ومنعًا لمضايقتهم قبلَ الصلاة وأثنائها؛ قمنا بوضع الكراسي صفًّا في مؤخرةِ المسجد، فاعترضَ البعض بأن صلاةَ الجالسين عليها لا تصحُّ؛ لعدم اتصال الصفوف، وبأن في ذلك حرمانًا لهم من فضلِ الصفِّ الأول، فما حكم ذلك؟
والجواب:
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه.
أما بعد:
فإن اتخاذَ الكراسِي داخلَ المساجدِ ليجلسَ عليها أصحابُ الأعذارِ لا حرجَ فيه، لكن ينبغِي أن تكونَ صغيرةً قدر الإمكانِ، حتى لا تأخذَ حيزًا زائدًا، يُحدثُ فجوةً في الصفِّ، أو تؤذِي مَن يصلِّي خلفَها.
أمّا وضعُها صفا أو صفوفًا في مؤخرةِ المسجد، فقد يحصلُ بسببه بعضُ المخالفات، كأن لا يوجدَ إلَّا مصلٍّ واحدٌ في صفِّ الكراسي، فيقع في المنهيِّ عنه، بصلاته منفردًا خلفَ الصفّ، أو الصفوفِ؛ فقد (صَلَّى رَجُلٌ خَلْفَ الصَّفِّ وَحْدَهُ فَأَمَرَهُ النَّبِىُّ – صلى الله عليه وسلم- أَنْ يُعِيدَ) [الترمذي:230،أبوداود:682،ابن ماجه:1004]، وقال له: (اسْتَقْبِلْ صَلَاتَكَ، فَلَا صَلَاةَ لِفَرْدٍ خَلْفَ الصَّفِّ) [ابن ماجه:1003،أحمد:16297]، أو وجدَ صفٌّ مِن المعذورينَ، ولكن يفصلُ بينهم وبينَ الصفوفِ خلف الإمامِ مسافةٌ كبيرةٌ، وهذا لا يبطل الصلاة، ولكن فيه مخالفةٌ للأمرِ النبويّ بالمقاربةِ بين الصفوفِ؛ قال النبي صلى الله عليه وسلم: (رُصُّوا صفوفَكم وقارِبوا بينها) [أبوداود:667،النسائي:815]، وفي تأخيرِهم حرمانُهم مِن فضلِ الصلاةِ في الصف الأولِ، مع سبقهم إلى المسجدِ.
وعليه؛ فلا داعي لهذا الوضعِ الجديد، وفقكم الله، والله أعلم.
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
الصادق بن عبد الرحمن الغرياني
مفتي عام ليبيا
15/جمادى الأولى/1438 هـ
12/فبراير/2017م