طلب فتوى
2020البيانات

(بيانُ دار الإفتاءِ الليبية بخصوصِ استردادِ آيا صوفيا مسجدًا للمسلمينَ كما كانَ)

بسمِ اللهِ الرحمنِ الرحيمِ

الحمدُ لله ربِّ العالمينَ، والعاقبةُ للمتقينَ، والصلاة والسلامُ على المبعوثِ رحمةً للعالمين، سيدنا محمدٍ وعلى آله وأصحابهِ أجمعين.

أمّا بعدُ؛
فإنّ دارَ الإفتاءِ الليبية تهنّئُ الأمةَ الإسلاميةَ عامةً، والشعبَ التركيّ بخاصةٍ، وعلى رأسهِ رئيسُ الجمهورية التركيةِ السيد رجب طيب أردوغان، بالحدثِ التاريخيِّ المجيدِ، الذي عادَ فيه الأذانُ إلى مسجدِ (آيا صوفيا)، بعد أنْ تحولَ إلى متحفٍ لا يُذكَر فيه اسمُ الله، لِستٍّ وثمانين سنة .

وتحويلُ المساجدِ إلى متاحف وتعطيلها لا يحلُّ، فالمساجدُ بيوتُ الله، أمرَ اللهُ أن يذكرَ فيها اسمُه، قال الله تعالى: (فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَن تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ)[النور:36]، والمسجدُ وقفٌ لله تعالَى على الدوامِ، لا يجوزُ تغييرهُ ولا تبديلهُ، بل يجبُ أن يبقَى مسجدًا، وتقام فيه الجُمَع والجماعاتُ.

ودار الإفتاء الليبية، في الوقت الذي تشاركُ فيه المسلمين في مشارق الأرض ومغاربِها، فرحتَهم بهذا القرارِ الشجاعِ المُسدَّد الموفقِ مِن الرئاسةِ التركيةِ – الذي جاءَ احترامًا لحكمٍ قضائيّ مِن المحاكمِ التركيةِ، ردّ حقّ وقف القائدِ العظيم السلطان العثمانيّ محمد الفاتح رحمه الله إلى أصحابهِ، وأعادَ الأمر إلى نصابهِ -فإنها تستغربُ وتعجبُ منَ الحملةِ المغرضةِ ضدّ هذا القرار، الذي هو قرارٌ سياديّ في أمرٍ تركيّ بحت، تستغرب صدورَها مِن بعضِ الجهاتِ الدينية الرسميةِ في بلاد المسلمين، بكلامٍ تعلمُ هي قبلَ غيرها، أنّه من قول الزورِ، مُجافٍ للحقّ، لا يُرضي الله، وأنّه لا يعدُو أن يكونَ لإرضاءِ بعضِ الحكامِ الظَّلَمة، من محلّيّينَ ودوليينَ، يكلمونَ به ولو كان ثمنُه تخريبَ المساجدِ، وإسكاتَ صوتِ المؤذنينَ، ومنعَ أنْ يذكرَ فيها اسمُ اللهِ.

قال الله تعالى: (وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن مَّنَعَ مَسَاجِدَ اللَّهِ أَن يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ وَسَعَىٰ فِي خَرَابِهَا أُولَٰئِكَ مَا كَانَ لَهُمْ أَن يَدْخُلُوهَا إِلَّا خَائِفِينَ لَهُمْ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ) [البقرة:114].

نسألُ اللهَ العظيمَ أن يتمّ نعمته على الأمةِ الإسلاميةِ، بتحريرِ المسجدِ الأقصَى مِن أيدِي الصهاينةِ الغاصبينَ، إنه قويٌّ عزيزٌ.

دار الإفتاء الليبية
الجمعة: 26 ذوالقعدة 1441هـ
الموافق: 17/ 7/ 2020م

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً

إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق