طلب فتوى
2023البياناتبيانات مجلس البحوث الشرعيةصادر الدار

(بيانُ مجلسِ البحوثِ والدراساتِ الشرعيةِ التابعِ لدار الإفتاء، بدعمِ وتأييدِ معركةِ طوفانِ الأقصَى)

(بيانُ مجلسِ البحوثِ والدراساتِ الشرعيةِ التابعِ لدار الإفتاء، بدعمِ وتأييدِ معركةِ طوفانِ الأقصَى)
بسمِ اللهِ الرحمنِ الرحيمِ
الحمدُ لله رب العالمينَ، والعاقبةُ للمتقينَ، ولا عدوانَ إلَّا على الظالمينَ.
والصلاةُ والسلامُ على رسول اللهِ، وعلى آلهِ وأصحابهِ أجمعينَ.
أمَّا بعدُ:
فقد تابعَ مجلسُ البحوث والدراساتِ الشرعية بدار الإفتاءِ الليبيةِ، ما تحققَ يومَ أمس في فلسطينَ؛ مِن انتصارٍ للمرابطينَ على العدوِّ الصهيونيّ المحتل، الذي بلغَ الغايةَ في الصَّلفِ والغرورِ والبغيِ، والعدوانِ على الأبرياءِ والمستضعفينَ، من الرجال والنساءِ والولدانِ.
ومجلسُ البحوثِ وهو يهنئُ الأمةَ الإسلامية بهذا الانتصارِ الكبيرِ، يذكرُ بما يَلي:
أوّلًا: أنَّ هذا النصرَ إنَّما هو فضلٌ من الله تعالى، منَّ اللهُ بهِ على عبادهِ المجاهدينَ، ولعلَّه سبحانه رأى فيهم صَبرًا وثباتًا استحقُّوا به معونتَهُ وتأييدَهُ، قال تعالى: (وَمَا النَّصْرُ إِلَّا مِنْ عِندِ اللهِ)[الأنفال:10]، وقال تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ)[محمد:7].
ثانيًا: يستغربُ المجلسُ ما يصدرُ مِن بعضِ وسائل الإعلامِ، في البلادِ المسلمةِ، مِن التسويةِ بينَ الضحيةِ والجلادِ، ويطالبونَ المجاهدينَ بالكفِّ عن عدوِّهِم، وما يسمُّونَه بالتهدئةِ وضبطِ النفسِ، ممَّا لا يختلفُ عن ما يصدرُ من العدوِّ نفسهِ، ومَن يدعمونَهُ في دوائرِ الغربِ، متجاهلينَ ما يفعلُهُ العدوُّ على مدَى ثمانيةِ عقودٍ؛ من مجازرَ جماعيةٍ، هُدمتْ فيها البيوتُ على رؤوسِ ساكنيهَا، ودُنِّس المسجدُ الأقصَى، ويعتدَى فيها على المعتكفينَ، وعلى حرماتِ النساءِ في البيوتِ، باستخدامِ الكلابِ وغيرِها من وسائلِ القمعِ.
قال تعالى: (أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللَّهَ عَلَىٰ نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِن دِيَارِهِم بِغَيْرِ حَقٍّ إِلَّا أَن يَقُولُوا رَبُّنَا اللَّهُ وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُم بِبَعْضٍ لَّهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللَّهِ كَثِيرًا)[الحج:39].
ثالثًا: كانَ الأجدرُ بهذه الأصوات التي تدعو إلى التهدئةِ وضبطِ النفسِ، أنْ تتحملَ مسؤوليتَها الشرعية، وتقومَ بما فرضَه الله عليها من الجهادِ، بالدفاعِ عن حرماتِ المسلمينَ، التي تُنتَهكُ في فلسطينَ، وأن يفتَحوا على العدوِّ كل جبهاتِ القتالِ المجاورةِ لفلسطينَ، وهو الواجبُ أيضًا على جميعِ الفلسطينيينَ داخلَ الأرضِ المحتلةِ.
ومَن عجز مِن المسلمين عن الجهادِ بالنفسِ، فلا يسقطُ عنه الجهادُ بالمالِ، المطالبُ به الأغنياءُ والتجارُ ورجالُ الأعمالِ قبلَ غيرهم، فنصرة المظلوم واجبة على كل مسلم بقدر طاقته ولو بالدعاء، وفصائل المقاومة، وعلى رأسها كتائبُ القسَّام – الذين قاموا بهذه التضحياتِ والانتصاراتِ العظيمةِ – محاصرةٌ داخلَ غزة، وهي لا تملكُ حتّى ضرورياتِ الحياة.
قال تعالى: (انفِرُوا خِفَافًا وَثِقَالًا وَجَاهِدُوا بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ذَٰلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ)[التوبة:41].
رابعًا: على العلماءِ والدعاةِ والخطباءِ والوعاظِ والكتابِ والمدونينَ والإعلاميينَ، وسائرِ موجّهي الرأيِ العام؛ واجبُ نصرةِ المجاهدينَ بالكلمةِ، كما قال النبي صلي الله عليه وسلم: (جَاهدُوا المشرِكينَ بأنفسِكم وأموالِكم وألسنَتِكم)[رواه أبوداود].
وعليهم نقلُ الحقائقِ الصادقةِ، وتفنيدُ الكذبِ والتشويهِ، وردّ الشبهاتِ بالحججِ والأدلةِ، واستِنْهاض الهِمم، والتذكير بوعودِ الله للمؤمنينَ بالنصرِ والتمكين، فإنّ هذه معركة لا تقلُّ أهميةً عن المعركة العسكريةِ.
وختامًا؛ نسألُ الله تعالى أن يردَّ كيد هذا العدوِّ في نحرِه، وأن يطهرَ المسجدَ الأقصى من رجسهِ، وأنْ يحفظَ دماء المسلمينَ وحرماتِهم، في فلسطينَ وفي كلِّ مكانٍ.
(واللهُ غالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ ولَكِنَّ أَكثَرَ النَّاسِ لا يَعلَمُونَ).
مجلس البحوث والدراسات الشرعية التابع لدار الإفتاء
الأحد 23 ربيع الأول 1445 هـ
الموافق 8 أكتوبر 2023
الوسوم
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً

إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق