طلب فتوى
2023البياناتبيانات مجلس البحوث الشرعيةصادر الدار

(بيانُ مجلسِ البحوثِ والدراسات الشرعية للتنديد بجريمة حرق المصحفِ وإهانتهِ في السويدِ)

بسمِ اللهِ الرحمنِ الرحيمِ
(بيانُ مجلسِ البحوثِ والدراسات الشرعية للتنديد بجريمة حرق المصحفِ وإهانتهِ في السويدِ)الحمدُ للهِ ربّ العالمين، والعاقبة للمتقينَ، ولا عدوانَ إلَّا على الظالمينَ.
والصلاةُ والسلامُ على أشرفِ المرسلينَ، سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.
أمَّا بعدُ:
ففي تصرّفٍ شائنٍ، وسلوكٍ متخلفٍ، يَنمُّ عن حقدٍ دفينٍ، وعنصريةٍ مَقيتةٍ، قام متطرفٌ ملحدٌ بإهانة المصحف الشريف وإحراقِه، أمامَ المسجدِ المركزيِّ بالعاصمةِ السويدية، بعد الإذن لهُ وتوفيرِ الحماية مِن الشرطة.
وإزاءَ هذا التصرفِ المقيتِ، الذي لا يُدينُ هذا المتطرفَ وحدَه، بل يُدينُ الحكومةَ السويديةَ والشرطةَ – التي تكررت منها هذه الأعمالُ العنصرية المعادية لدين المسلمين مرارًا – فإنَّ مجلسَ البحوث والدراسات الشرعية بدارِ الإفتاء الليبية، يدعو إلى الآتي:
1- يطالب سائرَ الحكومات في البلاد الإسلاميةِ، باتخاذِ مواقفَ حازمةٍ ضدَّ دولة السويد، انتصارًا للقرآنِ الكريم، الذي هو من أعزِّ مُقدساتِ المسلمين.
2- على المسلمينَ في أنحاءِ الأرض حكوماتٍ وشعوبًا، أن يغضبُوا لدينهم، وأن يخرجَ الناسُ في مظاهراتٍ عارمةٍ، يشهدها العالم أمام سفاراتهم؛ نُصرةً لدينهم، وأن يُقاطعوا المنتجاتِ السويدية، وهو أمرٌ واجبٌ، لا يسعُ مَن يؤمن بالله واليوم الآخر تَركُه؛ فإنَّ المقاطعة الاقتصادية في العصر الحديث سلاحٌ فعّال، مع أمثال هؤلاءِ الذين يعبدونَ المال، ولا يرجونَ لله وقارًا.
3- على وسائل الإعلام في البلاد الإسلامية، أن تقومَ بدورها في تفعيل هذه المقاطعة، وتشديد الإنكار على هذه الجريمة الشنيعةِ في حقِّ المسلمين.
4-لا يكفي ما يصدر عن الحكومات من بياناتٍ بالتنديد بما حدثَ واستنكاره، كما هي العادة؛ فذلك لا يقدّم ولا يؤخّر، بل أقلّ ما يطلب من الرؤساء والملوك استدعاءُ السفراء؛ لتقديم احتجاجات رسمية لبلادهم، وإصدارُ قرارات بمقاطعة منتجات تلك البلاد؛ غضباً لدينهم، كما يغضبون لأنفسهم إذا اعتُدي عليهم في أشخاصهم، أو أمورٍ متعلّقةٍ بهم.
وأخيرًا:
إننا موقنونَ أنَّ كتاب الله محفوظٌ في الصدور، متلوٌّ على الألسنة، تحقيقًا لوعدِ الله تعالى، في قوله: {إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ} [الحجر:9]، وأنَّ أمةَ الإسلام باقيةٌ ببقائهِ، قويةٌ بالتمسكِ به، وأن المتطاولينَ عليه لا يضرونَ إلا أنفسَهم.
{وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَىٰ أَمْرِهِ وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ} [يوسف:21].
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
مجلس البحوث والدراسات الشرعية بدار الإفتاء
صدر يوم السبت: 13/ ذو الحجة/ 1444هـ
الموافق: 1/ 7/ 2023م.
الوسوم
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً

إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق