طلب فتوى
2021البياناتصادر الدار

بيان دار الإفتاء الليبية حول عدوان الصهاينة على المصلين ببيت المقدس

 بسم الله الرحمن الرحيم

بيان دار الإفتاء الليبية حول عدوان الصهاينة على المصلين ببيت المقدس

 

الحمد لله رب العالمين، والعاقبة للمتقين، ولا عدوان إلا على الظالمين، والصلاة والسلام على سيد المرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

 

ففي الوقت الذي يتوافد فيه العُبّاد القائمون الذاكرون إلى المسجد الأقصى استعدادا للاعتكاف، وترقبا لليلة القدر التي أُنزِل فيها القرآن، تصل آلة الحرب الصهيونية ذروتها في الإجرام والاستخفاف بالمسلمين ومقدساتهم باقتحام المسجد الأقصى وقت صلاة التراويح، دون أي اعتبار لحرمة المكان والزمان، وقد أسفر ذلك عن إصابة المئات من المصلين.

ويتزامن هذا مع ما يقوم به جنود العدو اليهودي الصهيوني من تهجير أهالي حي الشيخ جراح، والإعداد للهجوم الذي ينوون القيام به غدًا الاثنين الثامن والعشرين من رمضان على المسجد الأقصى.

إن دار الإفتاء الليبية تدعو أهل الإسلام جميعاً على اختلاف بلدانهم وتوجهاتهم إلى الوقوف بما يقدرون عليه في وجه هذا الإجرام المستهتر بمقدسات المسلمين وحرماتهم، فنصرة المقدسيين المرابطين في المسجد الأقصى وما حوله واجبة على كل مسلم بما يقدر، فصاحب السلطان بسلطانه، وصاحب المال بماله، ومن لا يملك إلا الدعاء فبدعائه، قال  الله تعالى: ﴿‌وَمَا ‌لَكُمۡ ‌لَا ‌تُقَٰتِلُونَ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ وَٱلۡمُسۡتَضۡعَفِينَ مِنَ ٱلرِّجَالِ وَٱلنِّسَآءِ وَٱلۡوِلۡدَٰنِ ٱلَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَآ أَخۡرِجۡنَا مِنۡ هَٰذِهِ ٱلۡقَرۡيَةِ ٱلظَّالِمِ أَهۡلُهَا وَٱجۡعَل لَّنَا مِن لَّدُنكَ وَلِيًّا وَٱجۡعَل لَّنَا مِن لَّدُنكَ نَصِيرًا﴾ [النساء: 75]، وقال سبحانه وتعالى: ﴿‌وَإِنِ ‌ٱسۡتَنصَرُوكُمۡ فِي ٱلدِّينِ فَعَلَيۡكُمُ ٱلنَّصۡرُ إِلَّا عَلَىٰ قَوۡمِۭ بَيۡنَكُمۡ وَبَيۡنَهُم مِّيثَٰقٞۗ﴾ [الأنفال: 72]، وقال رسول الله ﷺ : “المؤمن للمؤمن كالبنيان، يشد بعضه بعضاً” وشبك بين أصابعه.

وتدعو دار الإفتاء المقدسيين وكل من استطاع الوصول إليهم من إخوانهم الفلسطينيين إلى الثبات والدوام على مناصرة المرابطين في المسجد الأقصى وما حوله، وقد أظهروا جزاهم الله خيرا من النصرة والتضامن ما يسُرُّ قلوب المؤمنين، ويغيظ الكافرين، من الإعانة بتكثير سوادهم وتوفير العلاج والمأوى والطعام.

وتذكر دار الإفتاء المسلمين بأن الجهاد بالمال أخو الجهاد بالنفس وقرينُه في كتاب الله، ومن أعان مرابطا في هذه الأيام المباركة كان شريكا له في الرباط، فقد قال النبي ﷺ : “من جهز غازيا في سبيل الله فقد غزا”.

وفي الختام ندعو الله تعالى أن يختم هذا الشهر المبارك بانتصار أهل الحق المرابطين في بيت المقدس، ويربط على قلوبهم، وأن يهلك عدوهم ويشفي منهم قلوب المؤمنين.

دار الإفتاء الليبية

صدر يوم الأحد: 27 رمضان 1442 ه

الموافق: 09/05/2021 م

الوسوم
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً

إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق