طلب فتوى
التبرعاتالزكاةالعباداتالفتاوىالمساجدقضايا معاصرة

جمع التبرعات في المساجد وغيرها بواسطة الصناديق

حكم اتخاذ صناديق للتبرعات

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

رقم الفتوى (4187)

 

ورد إلى دار الإفتاء الليبية السؤال التالي:

نحن أهالي محلة (ش) التابعة لبلدية (ج)، نريد تصميم مشروع خيري على مستوى المحلة باسم (دينار كل جمعة)؛ لمساعدة الفقراء والمحتاجين والأرامل، وإعانة الشباب على الزواج، وصيانة البيوت والطرقات، وعلاج المرضى….، فهل يجوز لنا وضع صناديق تجميع الأموال لهذا المشروع في مساجد المحلة المذكورة؟ وهل يجوز للأئمة والخطباء الدعوة لهذا المشروع ودعمه عن طريق المنابر والكلمات الوعظية؟

الجواب:

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه.

أما بعد:

فإنّ وضع هذه الصناديقِ لمساعدة المحتاجين والإنفاق منها في وجوه البر مِن التعاون على البرِّ والتقوى، والله تعالى يقول: ﴿وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ﴾ [المائدة: 2]، وقد خطب صلى الله عليه وسلم العيد ووقفَ على النساءِ، فأمرهنَّ بالإنفاقِ، ووعظهنَّ، وذكرهنّ أنّ أكثرَ أهلِ النارِ مِن النساءِ، فتصدقْنَ؛ فبسطَ بلالٌ ثوبَه، فجعلَ النساءُ يرمينَ حليهنَّ في ثوبِ بلالٍ [البخاري: 98]، فثوب بلالٍ هنا بمثابةِ الصندوقِ، ولمّا جاءَ الأعرابُ مِن مضر، تمعَّر وجهُ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم لِمَا رأى بهم من الفاقة والفقر، ثم خطبَ صلى الله عليه وسلم، وحثّ الناسَ على الإنفاق، فجاءَ رجلٌ مِن الأنصارِ بصُرَّةٍ كادت كفه تعجزُ عنها، بل قدْ عجزتْ، ثم تتابعَ الناسُ، حتّى رأيتُ كَومَينِ مِن طعامٍ وثيابٍ [مسلم: 2398]، وكلّ هذا كانَ في المسجدِ.

عليه؛ فإن كان الحال كما ذكر، فلا حرج شرعًا في جمع التبرعات في المساجد وغيرها بواسطة الصناديق المذكورة، ويجوز للخطباء والوعاظ الدعوة للمساهمة في هذا المشروع، وينبغي أن تكون هناك لجنة تشرف على القيام بتحصيل هذه الأموال وإيداعها بكشوفات رسمية صادرة عنها؛ لتتأتى مراجعتها، وأن تعلن من حين لآخر للناس في المساجد عن مجموع ما تحصلت عليه ووجوه إنفاقه، والله أعلم.

وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

 

 

لجنة الفتوى بدار الإفتاء:

أحمد ميلاد قدور

حسن سالم الشريف

 

الصادق بن عبد الرحمن الغرياني

مفتي عام ليبيا

23//شوال//1441 هجرية

16//06//2020م

الوسوم
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق