حديث سماحة المفتي: الشيخ الصادق الغرياني حول أحداث العزيزية والكسوف
حديث الشيخ الصادق الغرياني حول أحداث العزيزية والكسوف
حديث الشيخ الصادق الغرياني حول أحداث العزيزية والكسوف
بسم الله الرحمن الرحيم
المذيع: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
مرحبا بكم أيّها الإخوة المشاهدون، في هذا اللقاء الخاص مع فضيلة الشيخ الصادق الغرياني، مفتي الديار الليبية، وباسمكم جميعا نرحب بشيخنا الكريم.
شيخنا؛ الأحداث الأخيرة التي تعرضت لها طرابلس أمس الجمعة، هناك رتلٌ دخل من جهة العزيزية، والأحداث التي تلت ذلك، ماهي الرسالة التي يبعث بها دخول هذا الرتل إلى الثوار خصوصًا؟
الشيخ: بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد الله رب العالمين، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد:
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.
ما حدث صبيحة أمس الجمعة كان بالفعل أمرًا محيرًا ومروعًا لأهل طرابلس، ولأهل ليبيا عموما، كان الناس مطمئنين في يوم عطلة واسترخاء، فإذا بهم يأتيهم أمر يشغلهم كلّ الشغل، وينغص عليهم حياتهم، ويكدر عليهم عيشهم، وتمثل ذلك في قواتٍ أتت مِن الجبل، ودخلت جهة العزيزية، وأرادت أن تقتحم مدينة طرابلس، وتروع الناس، وهذا أمر يؤسف له؛ كيف أن الناس لا زالوا يفكرون بهذه الطريقة!!
مدينة طرابلس يشهد لها القاصي والداني بأنها مطمئنة آمنة، تذهب وتجيء في شوارعها ليلا نهارا، لا يُضايقك أحد، ولا يكلمك أحد، إذا حدث فيها بعض الخروقات فهذه تحدث حتى في أكبر العواصم في العالم، ولو كان الأمن مستتبًّا فيها، ليس هناك ظاهرةٌ تُقلق الناسَ ولا تنغصُ عليهم في مدينة طرابلس، للأسف هذه الجماعات التي تقاتل الثوار في الوطية، لم يهنأ لها بال، فأرادت أن تعيدَ طرابلس إلى دوامةِ العنف، وهذا في الواقع كان أمرا مبيتا، وخصوصا أنه أتى في وقت كان أهل الإيمان منشغلون فيه بالتضرع والخشوع في صلاة الكسوف، كان هناك كسوف يوم الجمعة استمر ساعتين تقريبا، وكما هو معلوم في السنة؛ الناس مطالبون في هذا الوقت، وهو وقت امتحان للمسلمين، المسلم يشعر فيه بالخوف من الله عز وجل، لأنه تحدث فيه ظاهرة غير طبيعية، النبي صلى الله عليه وسلم أمر الناس إذا رأوا ذلك أن يتضرعوا إلى الله، ويلجؤوا إليه بالذكر والدعاء، فكان المؤمنون منشغلون بصلاة الكسوف، والعصاة أتوا لقتل الناس وترويعهم، وإحداث ما يريدون إحداثه مِن الفوضى، وتحريك جماعتهم في طرابلس؛ ليعم القتل، وتعم الفوضى، وبالمناسبة الكثير مِن الناسِ اتصلوا بالهاتف يسألون عن كيفية صلاة الكسوف، وأين تكون؟ هل في المساجد؟ لم نسمع هل دُعِي إليها بصفة رسمية من وزارة الأوقاف، أم لا؟ فإذا لم تدعُ إليها؛ نأمل في المرة المقبلة أن تدعوَ إليها بصفة علنية، بحيث يعرف الناس المكان، لكن حتّى لو فرضنا أن الأوقاف دعت إلى هذا الأمر، فينبغي للناس أن يخرجوا إلى المساجدِ القريبة منهم، والإمام يصلي بهم، وإذا لم يجد فكلّ أحد يصلي في بيته، وصفتها هي أن يكبر الإمام ويقرأ الفاتحة، ويقرأ جزءًا طويلا من القرآن، إذا كان يحفظ القرآن، ثم يركع، ثم يرفع من الركوع، ويقرأ الفاتحة مرة أخرى، ويقرأ ما تيسر له من القرآن، ثم يركع، ثم يرفع من الركوع، ثم يسجد، وفي الركعة الثانية يركع ركوعين كذلك، هذه هي الصورة.