بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
رقم الفتوى (3575)
ورد إلى دار الإفتاء السؤال التالي:
أنا مدير لإحدى مؤسسات الدولة، ولديَّ بعض الموظفين المتغيبين عن العمل لفترات طويلة، فهل يحق لهؤلاء الموظفين أخذ مرتبات، دون القيام بالأعمال المنوطة بهم؟
الجواب:
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه.
أما بعد:
فالأصل أن المرتبات المدفوعة من قبل الدولة هي نظير عمل، فالعامل أو الموظف الذي لا يؤدي عمله، لا يحل له أخذ مرتبه؛ وهو من أكل المال بالباطل، والله تعالى يقول: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُم بَيْنَكُم بِالْبَاطِلِ) [النساء:29]، وعلى كل من أخذ شيئًا من هذه المرتبات بغير عمل أن يتوب إلى الله تعالى، ويرد ما أخذه إلى خزانة الدولة؛ قال صلى الله عليه وسلم: (على اليدِ ما أخذت حَتى تؤدِّيه) [أحمد:20086].
وعليهم أن يتقوا الله تعالى، ويحذروا عقابه؛ قال صلى الله عليه وسلم: (واللهِ لا يأخذُ أحدٌ منكم شيئًا بغيرِ حقِّه إلا لقيَ اللهَ يحملُه يومَ القيامة) [البخاري: 6979]، وقال صلى الله عليه وسلم: (وإنّ هذا المال خضِرةٌ حلوة … وإنه مَن يأخذه بغيرِ حقّه كالذي يأكل ولا يشبعُ، ويكون شهيدا عليه يوم القيامة) [البخاري: 1465]، وقال صلى الله عليه وسلم: (إن رجالا يتخوَّضون في مال الله بغير حق، فلهم النار يوم القيامة) [البخاري:3746]، فعلى هؤلاء الموظفين أن يتقوا الله، وأن يباشروا أعمالهم المنوطة بهم، وعلى المسؤولين أن لا يتساهلوا مع الموظفين المتهاونين في مباشرة أعمالهم، وأن يطبقوا عليهم اللوائح والقوانين الإدارية، وإلا كانوا شركاء لهم في أكل المال بالباطل، والتخوض في مال الله بغير حق قال صلى الله عليه وسلم: (ألا فكلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته) [البخاري: 2416، مسلم: 4751]، والله أعلم.
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
لجنة الفتوى بدار الإفتاء:
أحمد ميلاد قدور
حسن سالم الشريف
الصادق بن عبد الرحمن الغرياني
مفتي عام ليبيا
27/شعبان/1439هـ
13/مايو/2018م