حكم (التدريجة) في أعراس أهل طرابلس
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
رقم الفتوى (2752)
ورد إلى دار الإفتاء السؤال التالي:
ما حكم (التدريجة) في أعراس أهل طرابلس؟
الجواب:
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه.
أما بعد:
فإنْ كان المقصود بـ(التدريجة) هو تشييعُ الرجال للزوج العروس ليلة الزفاف، إلى عروسه في بيت الزوجية، بإنشاد القصائد في مدح النبيّ صلى الله عليه وسلم، المصحوبة بالضرب على الطبل، والدفوف ذوات الجلاجل، والعزف على المزمار؛ فإنّ ذلك لا يجوز؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم: (ليكوننّ من أمتي أقوامٌ يستحلونَ الحِرَ والحَريرَ والخمرَ والمعَازفَ( [البخاري معلقا]، ويباح في العرس الدف الخالي من الجلاجل؛ ففي الحديث: (فَصْلُ مَا بَيْنَ الْحَلَالِ وَالْحَرَامِ الدُّفُّ وَالصَّوْتُ فِي النِّكَاحِ) [الترمذي:1088،النسائي:3369، ابن ماجه:1896]، وقال ابن الحاج رحمه الله: “ومذهب مالك رحمه الله أن الطار الذي فيه الصراصر محرم، وكذلك الشبابة، ويجوز الغربال لإظهار النكاح” [المدخل:2/2].
وأما مدحُ النبي صلى الله عليه وسلم – إذا خلا مِن الغلوِّ المذموم – فهو عبادةٌ وقُربة، لا يليقُ ولا ينبغِي أن تصيرَ حرفةً ومهنةً يُتأكلُ بها، ولا يجوز أنْ تُقرنَ بالمحرّمات؛ قال أبو عبد الله القرطبي رحمه الله: (وإذ قد ثبت أن هذا الأمر لا يجوز؛ فأخذ الأجرة عليه لا تجوز، وقد ادعى أبو عمر بن عبد البر الإجماع على تحريم الأجرة على ذلك) [الجامع لأحكام القرآن:56/14].
فإذا خلا تشييع الزوج من المخالفات المذكورة فلا بأس به، والله أعلم.
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
لجنة الفتوى بدار الإفتاء:
أحمد ميلاد قدور
أحمد محمد الكوحة
غيث بن محمود الفاخري
نائب مفتي عام ليبيا
25/ربيع الأول/1437هـ
05/يناير/2016م