بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
رقم الفتوى (3808)
ورد إلى دار الإفتاء الليبية السؤال التالي:
اشتريت آلة من تاجر بقيمة 380000 ثلاثة وثمانون ألف دينار، الحال منها 230000 مائتان وثلاثون ألف دينار، و150000 ومائة وخمسون ألف دينار مؤجلة، كتبتُ لصاحبها سند مديونية بقيمتها، تسدد على ثلاث دفعات بعد بدء العمل، ثم حصلت ظروف أمنية تسبَّبت في التأخر في العمل، فبيّنتُ له وأذن لي بالتأخر في السداد، فهل يستحق مني الآن عند سداد باقي المبلغ زيادة نظير التأخير؟
الجواب:
الحمد لله، والصَّلاة والسَّلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه.
أما بعد:
فإن كان الواقع ما ذكر في السؤال، فلا يلزمك إلا ما بقي من سداد قيمة الآلة وهو 150000 مائة وخمسون ألف دينار، ولا يجوز دفع زيادة في نظير التأخير؛ لأن الزيادة على الدين نظير الأجر من الربا، والربا من أكبر الكبائر، قال عز وجل: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا لاَ تَأْكُلُوا الرِّبَا أَضْعَافًا مُّضَاعَفَةً وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ وَاتَّقُوا النَّارَ الَّتِي أُعِدَّتْ لِلْكَافِرِينَ وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُون﴾ [آل عمران:130-132]، وعن جابر رضي الله عنه قال: (لَعَنَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ آكِلَ الرِّبَا وَمُؤْكِلَهُ وَكَاتِبَهُ وَشَاهِدَيْهِ وَقَالَ هُمْ سَوَاءٌ) [مسلم:1598]، ورُوي “عَنْ قَتَادَةَ أَنَّ رِبَا الْجَاهِلِيَّةِ، يَبِيعُ الرَّجُلُ الْبَيْعَ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى، فَإِذَا حَلَّ الْأَجَلُ وَلَمْ يَكُنْ عِنْدَ صَاحِبِهِ قَضَاءٌ زَادَهُ وَأَخَّرَ عَنْهُ”] تفسير الطبري:5/38[، والله أعلم.
وصلَّى الله على سيّدنا محمَّد وعلى آله وصحبه وسلَّم
لجنة الفتوى بدار الإفتاء:
أحمد ميلاد قدور
حسن سالم الشريف
الصادق بن عبد الرحمن الغرياني
مفتي عام ليبيا
19/جمادى الآخرة/1440هـ
24/02/2019م