بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
رقم الفتوى (677)
السادة / القائمون على مجلة “أوتار”.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
تحية طيبة وبعد:
فبالإشارة لمراسلتكم ذات الرقم الإشاري (111827) بشأن السؤال عن المسابقة التي تشرف عليها المجلة والموصوفة في المراسلة المشار إليها …
الجواب :
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آلاه وصحبه ومن والاه .
أما بعد :
فإن المسابقات النافعة في العلوم الشرعية أو غيرها، عن طريق وسائل الا تصال المختلفة ونحو ذلك، جائزة بشرطين:
1 – أن لا تذهب الأرباح إلى الجهة التي تعطي الجائزة؛ لأنها تدخل في المقامرة والميسر.
2 – أن لا يدفع المشترك فيها مالاً مقابل الاشتراك، زائدًا على التكلفة المعتادة لوسيلة الاتصال المستخدمة؛ لأن المتسابق بهذا يكون إما غانما أو غارما، وهذا هو القمار،
وعليه، فالمسابقة بالصورة المذكورة جائزة شرعا؛ لخلوها من الموانع المذكورة، كما ذكرتم في السؤال.
ومما يجدر التنبيه عليه والتذكير به، أن التسمي بـ(أوتار) وغيرها من أسماء آلات المعازف مكروه كراهة شديدة؛ لما فيه من التسمي بمحرم، فينبغي تغييره، وقد غيَّر النبي صلى الله عليه وسلم كثيرًا من أسماء الصحابة؛ لما فيها من المعاني المحرمة أو المكروهة، قال أبو داود: “وغيَّر النبي صلى الله عليه وسلم اسم العاص، وعزيز، وعتلة، وشيطان، والحكم، وغُراب، وحُباب، وشهاب فسماه هشاماً، وسمى حرباً سِلْماً، وسمى المضطجع المنبعث، وأرضًا تسمى عفرة سماها خَضِرة، وشِعْب الضلالة سماه شعب الهدى، وبنو الزِّنْية سماهم بني الرِّشْدة، وسمى بني مُغوية بني رشدة. وقال: تركت أسانيدها للاختصار [سنن أبي داود: 241/5]، قال ابن القيم: “وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يشتد عليه الاسم القبيح ويكرهه جدًا، من الأشخاص والأماكن والقبائل والجبال، حتى إنه مر في مسير له بين جبلين، فسأل عن اسمهما؟ فقيل له: فاضح ومخز، فعدل عنهما، ولم يمر بينهما. وقد كان صلى الله عليه وسلم شديد الاعتناء بذلك، ومن تأمل السنة وجد معاني الأسماء مرتبطة بها” (زاد المعاد: 333/2 ـ 344).
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
غيث بن محمود الفاخري
نائب مفتي عام ليبيا
20/المحرم/1434هـ
2012/12/4