طلب فتوى
الصلاةالعباداتالفتاوى

رفع أذان العشاء ليلة الجمع بين المغرب والعشاء

فتح المسجد وإقامة صلاة العشاء ليلة الجمع

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

رقم الفتوى (4036)

 

ورد إلى دار الإفتاء الليبية السؤال التالي:

هل يجب فتح المسجد لإعادة صلاة العصر والعشاء ورفع الأذان، حال الجمع بين الظهر والعصر، والمغرب والعشاء؟

الجواب:

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه.

أما بعد:

فإن الجمع بين الظهر والعصر غير مشروع؛ لعدم المشقة غالبا، قال الدردير رحمه الله: “(وَ) رُخِّصَ نَدْبًا لِمَزِيدِ الْمَشَقَّةِ (فِي جَمْعِ الْعِشَاءَيْنِ فَقَطْ) جَمْعَ تَقْدِيمٍ لاَ الظُّهْرَيْنِ؛ لِعَدَمِ الْمَشَقَّةِ فِيهِمَا غَالِبًا” [الشرح الكبير:1/370].

والجماعة الثانية في المسجد الذي له إمام راتب مكروهةٌ؛ لئلا يتأذى الإمام بذلك، ويحصل الشقاق بين المؤمنين، وهو مخالف لمقصود الجماعة، ويؤدي إلى التساهل في حضور الجماعة الأولى، وقد يكون سبيلا لأهل البدع للتخلف عن الإمام، والصلاة جماعة بعده؛ قال ابن أبي زيد القيرواني رحمه الله: “وَيُكْرَهُ فِي كُلِّ مَسْجِدٍ لَهُ إِمَامٌ رَاتِبٌ أَنْ تُجْمَعَ فِيهِ الصَّلَاةُ مَرَّتَيْنِ” [الرسالة:36]، وقال العدوي رحمه الله:”وَعَلَى الْكَرَاهَةِ؛ لِأَذِيَّةِ الْإِمَامِ، أَوْ لِتَطَرُّقِ أَهْلِ الْبِدَعِ، أَوْ لِلتَّهَاوُنِ بِالصَّلَاةِ، أَوْ لِتَفْرِيقِ الْجَمَاعَةِ” [حاشية العدوي على الكفاية:1/380]، والكراهة قائمة وإن أَذِنَ الإمام الراتب؛ قال خليل رحمه الله في المكروهات: “وَإِعَادَةُ جَمَاعَةٍ بَعْدَ الرَّاتِبِ وَإِنْ أَذِنَ” [المختصر:41].

وأما الأذان للعشاء فيسنّ إعادته للإعلام بدخول الوقت؛ قال النفراوي رحمه الله في شرح الرسالة: “(يُؤَذَّنُ لِلْعِشَاءِ) إِثْرَ صَلَاةِ الْمَغْرِبِ، مِنْ غَيْرِ مُهلَةٍ وَلاَ تَسْبِيحٍ وَلاَ تَحْمِيدٍ مِنَ الْمُؤَذِّنِ، (فِي دَاخِلِ) صَحْنِ (المْسْجِدِ) بِصَوْتٍ مُنْخَفِضٍ؛ لِأَنَّهُ لَيْسَ لِطَلَبِ الْجَمَاعَةِ، وَلِذَلِكَ كَانَ مَندُوبًا، وَعِندَ دُخُولِ الْوَقْتِ يُسَنُّ الأَذَانُ عَلَى الْمَنَارِ بِصَوْتٍ مُرْتَفِعٍ؛ لِيَعْلَمَ أَهْلُ الْبِيُوتِ” [الفواكه الدواني:1/232].

وعليه؛ فلا ينبغي فتح المسجد لإقامة جماعة ثانية لصلاة العشاء في ليلة الجَمعِ، إذا كان الجمع صحيحًا بشروطه، ويُسن فتحه لإعادة الأذان لصلاة العشاء، والله أعلم.

وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

 

 

لجنة الفتوى بدار الإفتاء:

أحمد ميلاد قدور

حسن سالم الشريف

 

الصادق بن عبد الرحمن الغرياني

مفتي عام ليبيا

20// ربيع الأول// 1441 هـ

17// 11// 2019م

الوسوم
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق