طلب فتوى
الحدود و الجناياتالحدود والتعازيرالفتاوى

صدم السيارة التي أمامه بسبب سيارة صدمته من الخلف

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

رقم الفتوى (1115)

 

الأخ/ مفتي فرع طبرق ـ حفظه الله ـ:

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

           فبالإشارة إلى مراسلتكم المؤرخة في [1434/5/17هــ، الموافق: 2013/3/28هــ]، التي تخصُّ السائل: (ر)، المنتسب إلى الجيش الوطني بطبرق، والذي قال: كنت أقود سيارتي العسكرية التابعة للجيش الوطني، وأردت أن أَهُمَّ بالسير، وكنت قبلها واقفا ملتزما الجانب الأيمن، وإذا بسيارة مسرعة تصدمني من الخلف، صدمة قوية جدا، تحركت بسببها سيارتي إلى الأمام، وصدمت السيارة التي أمامها، فما الحكم الشرعي في هذا التصادم؟ مع العلم بأن مالك السيارة التي أمامي يطالبني بإصلاح سيارته، التي تهشمت من الأمام ومن الخلف، والمتعدي المتسبب في الحادث قد فرَّ، ولم يعرف أحدٌ عنه شيئاً؟

            الجواب:

            الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه.

            أما بعد:

           فإن كان السيّد (ر) واقفا بسيارته في مكان يسمح بالوقوف فيه، وصدمته سيارة من الخلف وهو واقف، قبل أن يخرج إلى الطريق، فإن الذي يتولى ضمان الضرر هو السائق الذي صدمه؛ لأنه هو المتسبب في الضرر، وأما إن كان السيّد (ر) واقفا في محل لا يسمح بالوقوف فيه، فالضمان عليه؛ لتعديه بوقوفه في المحل المذكور، ففي شرح رسالة ابن أبي زيد: ” لو أتلفت ــ الدابة ــ شيئا وهي في محل الرعي، أي: في محل وقوفها المعتاد لها أو في السوق أو في باب المسجد؛ فلا ضمان عليه، بخلاف إيقافها بمحل غير ذلك؛ فيضمن ما أتلفته…..، وأما لو أتلفت ـ الدابة ـ من أجل شيء فُعل بها؛ فضمانه على الفاعل، كما لو ضربها شخص فضربت برجلها أو بقرنها آخر فقتلته”[الفواكه الدواني: 195/2]، وأما فرار السائق، فلا يعفيه من الضمان، ويرجع في ذلك إلى الجهة المسؤولة، وهي الشرطة، فهي التي بإمكانها النظر في جميع جوانبه العالقة به، والله أعلم.

وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

 

 

الصادق بن عبد الرحمن الغرياني

                                                                      مفتي عام ليبيا

27/جمادى الأولى/1434هـ

2013/4/8

 

 

 

الوسوم
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق