بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
رقم الفتوى (5235)
ورد إلى دار الإفتاء الليبية السؤال التالي:
صليتُ بالناس العيد، ونسيتُ التكبيرات الخمس من الركعة الثانية، وتذكرتها أثناء التشهدِ، ولم آت بسجودٍ قبلي، فهل الصلاة صحيحة؟ وماذا أفعل إذا تكرر ذلك؟
الجواب:
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه.
أما بعد:
فكل تكبيرة من تكبيرات العيد سنة مؤكدةٌ، يسجد لتركها الإمامُ والفذُّ سجودًا قبليًّا، قال الدسوقي رحمه الله: “وَأَمَّا تَكْبِيرَةُ العِيدِ فَيَسْجُدُ لِتَرْكِ وَاحِدَةٍ فَأَكْثَرَ؛ لِأَنَّ كُلَّ وَاحِدَةٍ سُنَّةٌ مُؤَكَّدَّةٌ” [حاشية الدسوقي: 1/280]، ومن مبطلات الصلاة ترك السجود القبليِّ المترتبِ عن ترك ثلاث سنن فأكثر، قال الدردير رحمه الله: “(وَ) بَطَلَتْ (بِتَرْكِ) سُجُود سَهْوٍ (قَبْلِيٍّ) تَرَتَّبَ عَلَيْهِ (عَنْ ثَلَاثِ سُنَنٍ… وَطَالَ) إِنْ تَرَكَهُ سَهْواً، وَأَمَّا عَمْدًا فَتَبْطُلُ وَإِنْ لَمْ يَطُلْ” [شرح مختصر خليل: 1/291].
وإذا تكرر مع الإمام أو الفذ مثل هذا، فإنْ تذكّر أثناء القراءة قطع قراءته، وجاء بالتكبيرات وأعاد القراءة، وسجد بعد السلام؛ لزيادة القراءة، وأما لو تذكر بعد أن ركع، كما وقع للسائل هنا، فإنه يتمادى في صلاته، ويسجدُ قبل السلام، قال الدردير رحمه الله: “(وكبر ناسيه) حيث تذكر في أثناء القراءة (إن لم يركع، وسَجَدَ بعده) أي بعد السلام؛ لزيادة القراءة… (وإلَّا) بأن ركع أي انحنى (تمادى)؛ لفوات التدارك… (وسجد)… الإمامُ والفذُّ (قبلَه)” [شرح مختصر خليل: 1/397].
وعليه؛ فتكون الصلاة باطلة على المشهور في المذهب المالكي؛ لترك السجود المترتب عن ترك السنن المؤكدة وفواتِ تداركه بقربٍ، وفي المذهب من يصحح الصلاة ولو لم يسجد المصلي لترك السنن المؤكدة، والله أعلم.
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
لجنة الفتوى بدار الإفتاء:
أحمد بن ميلاد قدور
عبد العالي بن امحمد الجمل
الصادق بن عبد الرحمن الغرياني
مفتي عام ليبيا
23//ذو الحجة//1444هـ
11//07//2023م