طلب فتوى
الأسئلة الشائعةالحدود و الجناياتالفتاوى

ما حكم إجهاض جنين عمره شهران؟

هل يجوز الإجهاضُ حفاظًا على حياة الأم؟

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

رقم الفتوى (4698)

 

ورد إلى دار الإفتاء الليبية السؤال التالي:

زوجتي عادةً ما تعاني من ضغط الحمل في آخر عشرة أسابيع عند كل حمل لها، وفي الحمل السابق تدهورت صحتها جدًّا، حتى دخلت العناية الفائقة، والآن هي حامل في الشهر الثاني (الأسبوع الخامس)، وأخشى عليها الهلاك إن هي أبقتْ حملها، فهل يجوز لها إسقاط هذا الحمل؟

الجواب:

الحمد لله، والصّلاة والسّلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه.

أمّا بعد:

فإجهاض الجنين محرَّمٌ؛ لأنه عدوانٌ وقتلٌ للنفس بغير حقّ، قال تعالى: (وَلَا تَقْتُلُواْ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ) [الإسراء: 33]، وقال تعالى: (وَلَا تَعْتَدُواْ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ) [البقرة: 190]، وهو محرمٌ ولو كان الجنينُ علقةً، عند علماء المالكيّة، قال الصّاوي رحمه الله: ” لاَ يَجُوزُ إِخْرَاجُ الْمَنِيِّ الْمُتَكَوِّنِ فِي الرَّحِمِ وَلَوْ قَبْلَ الْأَرْبَعِينَ يَوْمًا، وَإِذَا نفِخَتْ فِيهِ الرُّوحُ حَرُمَ إِجْمَاعًا” [حاشية الصاوي على الشرح الصغير: 2/420]، إلا إذا تقرر من جهات الاختصاص أن في استمرار الحمل ضررا راجحا على حياة الأم وقد يعرضها للهلاك كما في المرة السابقة، فإنه يجوز.

عليه؛ فإذا قرَّر أهل الخبرة مِن الأطباء المختصين الموثوقِ بهم، أنّ الحمل يُعرِّضُ الأم إلى ضرر في المستقبل -والحمل كما جاء في السؤال لا يزال في الشهر الثاني -فيجوز الإجهاضُ؛ حفاظًا على حياة الأم؛ لأن الحفاظ على حياة الأم المحققة أولى من الحفاظ على جنينها عند التعارض وأخذًا بقولِ مَن يقول بجواز الإجهاض من أهلِ العلم، إذا كان الحملُ في الأسابيعِ الأولى، والله أعلم.

وصلّى الله على سيّدنا محمّد وعلى آله وصحبه وسلّم

 

 

لجنة الفتوى بدار الإفتاء:

أحمد ميلاد قدور

حسن سالم الشّريف

 

الصّادق بن عبد الرحمن الغرياني

مفتي عام ليبيا

02//ربيع الآخر//1443هـ

07//11//2021م

الوسوم
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق