طلب فتوى
العقيدةالفتاوىالقرآن الكريم وعلومه

ممن أخذ جبريل عليه السلام القرآن الكريم؟

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

رقم الفتوى (2486)

 

ورد إلى دار الإفتاء السؤال التالي:

ما حكم الكلام المذكور في مصحف (الجماهيرية)، في هامشه الأخير، وبعض المصاحف الأخرى، الذي يقول: (روى الإمام قالون القراءة عرضًا وسماعًا عن الإمام نافع، وتلقى الإمام نافع القراءة عن سبعين من التابعين الخ … إلى قوله: وقرأ زيد وأُبي على رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم على جبريل عليه السلام، وأخذ جبريل عن اللوح المحفوظ عن رب العزة جل جلاله).

نرجو منكم الإفادة بالرأي الشرعي فيه؟

الجواب:

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه.

أما بعد:

فمذهب أهل السنة أن القرآن كلام الله تعالى، تكلَّم به وألقاه إلى جبريل الروح الأمين، فنزل به فأوحاه إلى محمد صلى الله عليه وسلم، فألقاه على سمعه وقلبه، فابتداء نزول القرآن على النبي صلى الله عليه وسلم من ربه، بواسطة الرسول الكريم جبريل عليه السلام، قال الله تعالى: (وَإِنَّهُ لَتَنزِيلُ رَبِّ الْعَالَمِينَ نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ عَلَى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنذِرِينَ بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُّبِينٍ) [الشعراء:192-195]، وقال تعالى: (قُلْ نَزَّلَهُ رُوحُ الْقُدُسِ مِنْ رَبِّكَ بِالْحَقِّ) [النحل:102]، وقال تعالى: (تَنزِيلُ الْكِتَابِ مِنَ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ) [الزمر:1].

يقول الإمام أبو عمرو الداني رحمه الله: “وسامع كلامه منه تعالى بلا واسطة، ولا ترجمان؛ كجبريل وموسى ومحمد عليهم الصلاة والسلام … وقال: القرآن كلام الله وصفة لذاته، جديد لا يبلى، ولا يفنى … وكلام الله قائم به، مختص بذاته، ولا يصح وجوده بغيره، وإن كان محفوظًا بالقلوب، متلوًّا بالألسن، مكتوبًا في المصاحف، مقروءًا في المحاريب على الحقيقة لا المجاز” [الرسالة الوافية:36 – 39].

نعم القرآن مكتوب في اللوح المحفوظ، واللوح المحفوظ هو أم الكتاب، كما قال تعالى: (إِنَّا جَعَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ، وَإِنَّهُ فِي أُمِّ الْكِتَابِ لَدَيْنَا لَعَلِيٌّ حَكِيمٌ) [الزخرف:3-4]، وقال تعالى: (بَلْ هُوَ قُرْآنٌ مَجِيدٌ فِي لَوْحٍ مَحْفُوظٍ) [البروج:21-22].

لكن هذه العبارة المذكورة في السؤال تقتضي أن جبرائيل لم يسمع القرآن من الله، وإنما أخذه من اللوح المحفوظ، وهذا ليس بصحيح كما تقدم، والله أعلم.

وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

 

 

لجنة الفتوى بدار الإفتاء:

محمد الهادي كريدان

أحمد ميلاد قدور

 

الصادق بن عبد الرحمن الغرياني

مفتي عام ليبيا

24/شوال/1436هـ

09/أغسطس/2015م

    

 

الوسوم
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق