طلب فتوى
الأسرةالطلاقالفتاوىالمواريث والوصايا

نزاع في قسمة ميراث وحلف بالطلاق المعلق

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

رقم الفتوى (3284)

 

ورد إلى دار الإفتاء السؤال التالي:

توفي والدي، وترك أملاكًا في طرابلس والخمس، وترك أبناء من عدة زوجات، وتم استخراج فريضة شرعية، وعند إرادة حصر التركة، حصلت خلافاتٌ كثيرة بين الورثة، إلى درجةِ الطعن في الأنساب، واستعمال السلاح الأبيض، والسبّ والشتم، مما حملني على الحلف بالطلاق، مع تحريم زوجتي كأختي، أني لن أجالسَهم، أو أعطيهم مبلغًا معينًا يطلبونه مني، حتى تتم تصفية جميعِ التركة، وأمور التركة معقدةٌ جدًّا ومتشعبةٌ، والخلافُ كبيرٌ، وعلى سبيل المثال؛ بيتٌ هجرنا منه، وأصبح مأوى للفساد، بل كُتب عليه: من يدخله سيموت؛ لأنّ أحدَ الورثة قتلَ شخصًا في نزاعٍ أمامَ البيت، ولا يريدُ القاتل تسليمَ نفسه لحل الإشكال، فما حكم رجوعي عن اليمينِ وحنثي فيه، مع أني لم أخطئ عليهم، ولستُ ظالمًا لهم إن تمسكت بيميني، كما شرحت ذلك بالتفصيلِ في السؤال المرفق، وما الحكم في توزيع التركة مجزأةً؟ وما حكم دعاء والدتي على ابنها؛ لأنّه أعطى مبلغًا عنده من التركةِ لبعضِ إخوتي غيرِ الأشقاءِ، الذين لم يتحصلوا على شيءٍ من ميراثِهم، ولم يعطِه لإخوتِه الأشقاءِ؟

الجواب:

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه.

أما بعد:

فإنّ هذه الأحداث، التي ذكرتَها بالتفصيل، لا بد من الاستماع إليها من جميع الأطرافِ، والمرجعُ فيها إلى القضاء؛ للنظر في البينات والدعاوى والشهود؛ لإثبات الحقوق.

وأما حلفك بالطلاق وتحريمك لزوجتك، إذا جالست خصومك من الورثة، أو أعطيتهم مبلغًا معينًا يطلبونَه، فإنه طلاقٌ معلقٌ، يقع بوقوع المعلق عليه، فإذا جالستهم أو أعطيتهم ما طلبوا فتلزمُك طلقةٌ بائنةٌ، لا ترجع إليك زوجتُك إلا بعقدٍ جديدٍ، بوليٍّ ومهرٍ وشهودٍ، ولا يجوزُ لأمّكَ الدعاءُ على أخيكَ، ولا يضرُّه ذلكَ إن شاءَ الله؛ لأنه من الاعتداء في الدعاء؛ قال الله تعالى: (ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ)[الأعراف:55]، وعليه أن يراضيَها، بأن يشرحَ لها وجهة نظره، وأن الأمرَ فاتَ، ولا يمكن تداركُه، مع الإصرارِ والتكرارِ ولينِ الخطابِ، حتى يطيبَ خاطرها.

ولا مانعَ من توزيع التركة مجزأةً عند الحاجةِ لذلكَ، وبرضَا الورثةِ، ولا يحق لك ألّا تعطي بعض الورثة المال الذي حلفتَ عليهِ، إنْ كنتَ تعلمُ أنّه حقّهم، والله أعلم.

وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

 

 

الصادق بن عبد الرحمن الغرياني

مفتي عام ليبيا

11/شعبان/1438هـ

08/مايو/2017م

 

الوسوم
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق