طلب فتوى
الأسرةالطلاقالفتاوىالنكاح

هل تكون الرجعة صحيحة إذا كانت بحديث النفس؟

بمَ تحصل الرجعة؟

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

رقم الفتوى (5056)

 

ورد إلى دار الإفتاء الليبية السؤال التالي:

طلقتُ زوجتي من مدة، وهي الطلقةُ الأولى، وأثناء العدة دخلتُ عليها غرفة النوم، وقلتُ في نفسي: إني أرجعتها لعصمتي، دون تلفظ، فسلمتُ عليها، وعزمتُ على إتيانها، ولكنها امتنعتْ وخرجتْ من الغرفة، ولم أقربْها بعدها، فهل ما وقعَ يعد رجعةً؟

الجواب:

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه.

أما بعد:

فقد اتفقَ الفقهاء على أن الرجعة تحصلُ بالقولِ الدالِّ على ذلك، كأنْ يقول لمطلَّقته وهي في العدة: راجعتُكِ، أو رددتكِ لعصمتي، أو بأي لفظٍ صريحٍ، يدلُّ عليها مع قصد الرجعة، أو بفعلٍ كوطءٍ ومقدماتِه مع نيةِ الرجعة، واختلفَ في نيةِ الرجعة المجردةِ عن الفعل، والمشهورُ صحتها، قال الدردير رحمه الله: “(أَوْ بِنِيَّةٍ فَقَطْ) الْمُرَادُ بِهَا حَدِيثُ النَّفْسِ أَيْ قَوْلُهُ فِي نَفْسِهِ: رَاجَعْتُهَا. وَأَمَّا مُجَرَّدُ قَصْدِ أَنْ يُرَاجِعَهَا فَلَا يَكُونُ رَجْعَةً اتِّفَاقًا، وَهِيَ بِالْمَعْنَى الْمُرَادِ: رَجْعَةٌ فِي الْبَاطِنِ فَقَطْ، يَجُوزُ الِاسْتِمْتَاعُ بِهَا وَتَلْزَمُهُ نَفَقَتُهَا لَا فِي الظَّاهِرِ، أَيْ عِنْدَ الْحَاكِمِ إذَا رَفَعَ لِيُمْنَعَ مِنْهَا فَادَّعَى بَعْدَ الْعِدَّةِ أَنَّهُ كَانَ رَاجَعَهَا بِالنِّيَّةِ فَلَا يُحْكَمُ بِالرَّجْعَةِ، لِخَفَاءِ النِّيَّةِ فَلَا يُمْكِنُ إثْبَاتُهَا وَلَا يُصَدَّقُ، فِي دَعْوَاهُ (عَلَى الْأَظْهَرِ) عِنْدَ ابْنِ رُشْدٍ وَاللَّخْمِيِّ” [الشرح الصغير:606/2].

عليه؛ فإن كان الحال ما ذكر، فما وقع منك يعد رجعةً صحيحةً ديانةً، ما دام أنه قد حصلَ في العدة، ولا تحتاجُ لعقدٍ جديدٍ لرجعتها، أما إذا نازعتك وتحول الأمر إلى القضاء فلا تنفعك النية، والله أعلم.

وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

 

 

لجنة الفتوى بدار الإفتاء:

أحمد بن ميلاد قدور

حسن بن سالم الشريف

 

الصادق بن عبد الرحمن الغرياني

مفتي عام ليبيا

27//جمادى الأولى//1444هـ

21//12//2022م

 

الوسوم
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق