بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
رقم الفتوى (4783)
ورد إلى دار الإفتاء الليبية السؤال التالي:
حصل خلافٌ بيني وبين زوجتي، فقلتُ لها في حالة غضب شديد: أنتِ طالق طالق طالق طالق طالق، خمس مرات، دون قصد مني لإيقاع الطلاق ثلاثًا، ولا نيةِ شيءٍ في تَكرار لفظ الطلاق، فما هو حكم الشرع في ذلك؟ وكيف يمكنني إرجاعها؟
الجواب:
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه.
أما بعد:
فإنَّ الطلاق يقع باللفظ الصريح، ولو لم يقصدْ به الزوجُ حَلَّ العصمة، ويتكرَّرُ وقوعُه بتَكرارِ لفظه، ولو لم ينوِ الزوجُ بالتَّكرار شيئًا، لأنَّ الكلامَ الْمُكَرَّرَ محمولٌ على التأسيس، إلا أن يَنْوِيَ به التأكيد؛ فلا تلزمه حينها إلا طلقةٌ واحدةٌ، قال الخرشي رحمه الله: “إذَا كَرَّرَ الطَّلَاقَ بِلَا عَطْفٍ بِأَنْ قَالَ لِزَوْجَتِهِ:… أَنْتِ طَالِقٌ، أَنْتِ طَالِقٌ، أَنْتِ طَالِقٌ، أَوْ قَالَ: أَنْتِ طَالِقٌ، طَالِقٌ، طَالِقٌ، مِنْ غَيْرِ إعَادَةِ الْمُبْتَدَأ، فَإِنَّهُ يَلْزَمُهُ الثَّلَاثُ مِنْ غَيْرِ شَرْطِ نَسَقٍ فِي الْمَدْخُولِ بِهَا، وَمَحَلُّ اللّزُومِ إنْ لَمْ يَنْوِ التَّأْكِيدَ” قال العدوي رحمه الله: “أَيْ: بَلْ نَوَى التَّأْسِيسَ، أَوْ لَا نِيَّةَ لَهُ” [شرح الخرشي مع حاشية العدوي:4/50].
ولا يمنع الغضبُ وقوعَ الطلاق ولو كان شديدًا، ما لم يبلغْ حدَّ فقدان الوعي، فإن بلغ الغضبُ هذا الحدَّ فلا يقع حينئذ معه طلاق، قال الصاوي رحمه الله: “يَلْزَمُ طَلَاقُ الْغَضْبَانِ، وَلَوْ اشْتَدَّ غَضَبُهُ، خِلَافاً لِبَعْضِهِمْ، وَكُلُّ هَذَا مَا لَمْ يَغِبْ عَقْلُهُ، بِحَيْثُ لاَ يَشْعُرُ بِمَا صَدَرَ مِنْهُ، فَإِنَّهُ كَالْمَجْنُونِ” [بلغة السالك: 2/351].
وعليه؛ فإن كان الحال كما ذُكِر؛ مِنْ أنَّ السائلَ كـرّر لفظَ الطلاقِ خمس مرات، ولم ينو التأكيد، ولم يبلغْ به الغضبُ حدَّ فقد الوعي، كما بيَّن شفهيًّا عند الاتصال به؛ فقد وقعت ثلاث تطليقات، وبانتْ منه زوجته بينونةً كبرى، فلا تحلُّ له حتى تنكح زوجًا غيره، فإن نوى بتكرار الطلاق التأكيد فلا تلزمه إلا طلقة واحدة، والله أعلم.
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
لجنة الفتوى بدار الإفتاء:
عبد العالي امحمد الجمل
حسن سالم الشريف
الصادق بن عبد الرحمن الغرياني
مفتي عام ليبيا
28//جمادى الآخرة//1443هـ
31//01//2022م
الغرض من اللجوء الى الافتاء هو استنقاد الحياة الزوجية و ليس التفريق. و لما كان الغضب هو حالة نفسية كرد فعل و ليس حلا للمشكلة العارضة يخرجه عن المألوف فى السلوك و التصرف، و هدا يختلف عن التيقض الدهني و الحزم بمزاج سئ لايجاد حل للمشكلة العارضة له، فإن القرار يترك لعلماء النفس فى تحديد نوع الغضب فى العصر الحديت، و كدلك للطبيب لاستبعاد وجود مرض عضوي يكون من اعراضه الغضب و الاجهاد.
بما ان الزوج كان مدركا ان غضبه شديد و خارج عن المألوف، و انه كان رد فعل و ان طلاقه كان ليس حلا للمشكلة العارضة له دون الحاجة لدكرها، فإن طلاقه لم يقع عند هدا الغضب،و بالتالى فهى لازالت على عصمته و إن تلفظ بهدا اللفظ الف مرة خلال غضبه. و نسال الله لم شمل الاسر و المتحابين فى الله، و لدار الافتاء بتأسيس مراكز لحل النزاع الاسري بالتعاون مع اخصاءيين نفسيين و اجتماعيين و اطباء و محامين لديهم التخصص و الخبرة فى هدا المجال لاعطاء الرأي السيد.
الغرض من اللجوء الى الافتاء هو استنقاد الحياة الزوجية و ليس التفريق. و لما كان الغضب هو حالة نفسية كرد فعل و ليس حلا للمشكلة العارضة يخرجه عن المألوف فى السلوك و التصرف، و هدا يختلف عن التيقض الدهني و الحزم بمزاج سئ لايجاد حل للمشكلة العارضة له، فإن القرار يترك لعلماء النفس فى تحديد نوع الغضب فى العصر الحديت، و كدلك للطبيب لاستبعاد وجود مرض عضوي يكون من اعراضه الغضب و الاجهاد.
بما ان الزوج كان مدركا ان غضبه شديد و خارج عن المألوف، و انه كان رد فعل و ان طلاقه كان ليس حلا للمشكلة العارضة له دون الحاجة لدكرها، فإن طلاقه لم يقع عند هدا الغضب،و بالتالى فهى لازالت على عصمته و إن تلفظ بهدا اللفظ الف مرة خلال غضبه. و نسال الله لم شمل الاسر و المتحابين فى الله، و لدار الافتاء بتأسيس مراكز لحل النزاع الاسري بالتعاون مع اخصاءيين نفسيين و اجتماعيين و اطباء و محامين لديهم التخصص و الخبرة فى هدا المجال لاعطاء الرأي السيد. الطبيبة مروة الزحاف