وصف عصا نبي الله موسى بأنها سحرية
عصا نبي الله موسى آية من آيات الله
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
رقم الفتوى (4351)
ورد إلى دار الإفتاء الليبية السؤال التالي:
ما حكم قول بعض المسؤولين إذا انتُقِد لتقصيره في إنجاز العمل: “ليس عندي عصَا موسى السحرية”، حتى أُصلِح الأوضاع بوقت قصير؟
الجواب:
الحمد لله، والصَّلاة والسَّلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه.
أما بعد:
فإن عصا موسى عليه السلام آيةٌ مِن آياتِ الله، جعلها الله برهانًا على صدق نبوته، فلا يجوز وصفها بأنها سحرية، وصاحب العبارة على خطرٍ عظيمٍ، إنْ كان يعتقد معناها ويقصده؛ لما فيه من استهزاء بآيات اللهِ الدالة على نبوةِ موسى عليه السلام، ولكن الغالب على الناس إطلاقها تقليدًا للغير ومجاراةً لكلامهم، وهو خطأ وإن لم يعتقدْ معناه، ولكنه دون الأول، فالواجب على المسلم الحذر فيما يقوله، وأن لا يُبرّر أحدٌ فشله وتقصيره في منصبه بهذه العبارات، بل يجب على كل مسؤول أداءُ المهام التي أُسندت إليه، دون تباطؤ ولا مماطلةٍ، وأن يراعي في ذلك الصدق والأمانة، ورعاية مصالح الرعية، والنبي صلى الله عليه وسلم يقول: (أَلا فَكُلُّكُمْ رَاعٍ وَكُلُّكُمْ مَسْؤُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ) [البخاري: 2416]، ويقول: (مَا مِنْ عَبْدٍ يَسْتَرْعِيهِ اللهُ رَعِيَّةً يَمُوتُ يَوْمَ يَمُوتُ وَهْوَ غَاشٌّ لِّرَعِيَّتِهِ إلاَّ حَرَّمَ اللهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ) [مسلم: 142]، والله أعلم.
وصلَّى الله على سيّدنا محمَّد وعلى آله وصحبه وسلَّم
لجنة الفتوى بدار الإفتاء:
عبد العالي امحمد الجمل
حسن سالم الشريف
الصادق بن عبد الرحمن الغرياني
مفتي عام ليبيا
27//جمادى الأولى//1442هـ
11//01//2021م