صيانة بيت الورثة بدون إذنهم
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
رقم الفتوى (1428)
ورد إلى دار الإفتاء السؤال التالي:
قام أحد الورثة بصيانة البيت المـوروث عن والده رحمه الله بدون إذن الورثة، وبعد الانتهاء من الصيانة وجدنا تكلفتها باهضةً، فامتنع بعض الورثة عن دفع المبلغ، مع العلم بأن هذه الصيانة زادت في ثمن البيت، والذي قام بالصيانة يسكن في هذا البيت هو وشقيقتي، فهل في حال امتناع الورثة عن الدفع يحسب مبلغ الصيانة كمقابل لبقائه في المنزل (إجار)، أم يبقى دينًا علينا؟
الجواب:
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه.
أما بعد:
فإن سكنى بيت الورثة من بعض الورثة لا يخلو إما أن يكون بتبرع من الآخرين أو بأجرة، فإن كان بتبرع منهم فلا يحق لهم أخذ أجرة على المدة الماضية، وإن ادعوْا أنهم غير متبرعين، ولم تقدَّر أجرة في الماضي، فتعرض لهم أجرة المثل على الأجرة الماضية في كل زمن بحسبه، أما الصيانة التي قام بها الساكن فإن كان متبرعا بها وقت القيام بها فلاحق له في الرجوع على باقي الورثة بما كلفته، وإن لم يكن متبرعا، وانتفع بها الورثة في رفع قيمة البيت، فله الرجوع عليهم بقدر نصيبهم في الإرث؛ لأن من قام عن غيره بعمل يلزمه كان له الرجوع عليه بما لزمه, أما ادعاء المبالغة في كلفة الصيانة فيرجع فيها إلى المستندات، وإلا توجد مستندات فيرجع فيه إلى أهل الخبرة، والله أعلم.
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
لجنة الفتوى بدار الإفتاء:
أحمد ميلاد قدور
محمد الهادي كريدان
الصادق بن عبد الرحمن الغرياني
مفتي عام ليبيا
19/شوال/1434هـ
2013/8/26م