بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
رقم الفتوى (1655)
ورد إلى دار الإفتاء السؤال التالي:
ما حكم خطيب يقول على المنبر: “إن معاوية رضي الله عنه أول من خالف الشرع، حين جعل ابنه يزيدًا خليفة من بعده”؟
الجواب:
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه.
أما بعد:
فصحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم هم خير هذه الأمة وأفضلها وأبرها، قال الله تعالى: )وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُم بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ( [التوبة:100]، وقال النبي صلى الله عليه وسلم: (خير الناس قرني، ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم) [البخاري:1335/3]، وقال صلى الله عليه وسلم: (اللهَ اللهَ في أصحابي، لا تتخذوهم غرضًا بعدي، فمن أحبهم فبحبي أحبهم، ومن أبغضهم فببغضي أبغضهم، ومن آذاهم فقد آذاني، ومن آذاني فقد آذى الله، ومن آذى الله يوشك أن يأخذه) [الترمذي:696/5]، فالواجب على المسلم أن يحب صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم، ويجلهم، ويترضى عنهم، قال ابن أبي زيد القيرواني رحمه الله: “وأن لا يذكر أحد من صحابة الرسول إلا بأحسن ذكر” [الرسالة:9/1]؛ لذلك، فلا يجوز الطعن في معاوية رضي الله عنه، أو في غيره من صحابة رسول الله رضوان الله عليهم أجمعين على المنبر أو غيره؛ لأن ذلك طعن في حملة الدين والرسالة، وفي ذلك اتهام لديانة الطاعن، قال الإمام أحمد رحمه الله: “إذا رأيت رجلا يذكر أحدا من الصحابة بسوء فاتهمه على الإسلام” [البداية والنهاية:148/8]، وعلى وزارة الأوقاف مراقبة الخطباء وتوجيههم إلى الخطب النافعة بالأمة، وعدم التجرؤ على أعراض صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأخذ الإجراءات اللازمة اتجاه من يخالف هذه التعليمات، والله أعلم.
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
لجنة الفتوى بدار الإفتاء:
أحمد ميلاد قدور
أحمد محمد الغرياني
محمد الهادي كريدان
غيث بن محمـــود الفاخري
نائب مفتي عام ليبيا
27/صفر/1435هـ
2013/12/30م