بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
رقم الفتوى (4072)
ورد إلى دار الإفتاء الليبية السؤال التالي:
أقوم بأخذ زوجتي لبيت أهلها أسبوعيا، ولا أقصر معها في شيء، وآخر مرة باتت ليومين، وبعد ذلك أردت أن أرجعها فأبت وقالت لا رغبة لي في الرجوع وبقيت أسبوعا، وكثيرا ما تخرج عن طاعتي ويقف معها أهلها في ذلك، فما الحكم؟
الجواب:
الحمد لله، والصَّلاة والسَّلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه.
أما بعد:
فإن كان الحال كما ذُكر، فما تفعله الزوجة من وعدم طاعة زوجها، وبقائها في بيت أهلها، دون رضاه، محرّم ويُعدّ نشوزًا، قال تعالى: (وَاللَّاتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلَا تَبْغُوا عَلَيْهِنَّ سَبِيلاً) [النساء: 34]، فلا يجوز للمرأة الخروج من بيت زوجها لغير ضرورة، إلا بإذنه، ويجب عليها طاعته في المعروف، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إنَّمَا الطَّاعَةُ فِي المَعْرُوفِ) [البخاري:6830]، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إِذَا صَلَّتِ الْمَرْأَةُ خَمْسَهَا، وَصَامَتْ شَهْرَهَا، وَحَصَّنَتْ فَرْجَهَا، وَأَطَاعَتْ بَعْلَهَا، دخلت من أي أبواب الجَنَّةِ شَاءَتْ) [ابن حبان: 4163]، ولا يحل لأهل المرأة دعم ابنتهم والوقوف بجانبها في عصيان الزوج، والواجب عليهم إصلاح ذات بينهما، قال تعالى: (فَاتَّقُواْ اللَّهَ وَأَصْلِحُواْ ذَاتَ بَيْنِكُمْ) [الأنفال:1]، بل قد يكون فعلهم هذا من تخبيب الزوجة على زوجها، وهو محرم، قال النبي صلى الله عليه وسلم: (مَنْ خَبَّب زَوْجَة امْرِىءٍ أَوْ مَمْلُوكَهُ فَلَيْسَ مِنَّا) [أبوداود:5170]، والتخبيب: إفساد العلاقة بين الزوجين، والله أعلم.
وصلَّى الله على سيّدنا محمَّد وعلى آله وصحبه وسلَّم
لجنة الفتوى بدار الإفتاء:
أحمد ميلاد قدور
عبد الدائم بن سليم الشوماني
غيث بن محمود الفاخري
نائب مفتي عام ليبيا
26// ربيع الآخر// 1441هـ
23// 12// 2019م