بسم الله الرحمن الرحيم
رقم الفتوى (307)
ورد إلى دار الإفتاء السؤال التالي:
ما حكم تسمية المساجد بأسماء الأنبياء والصحابة والصالحين والعلماء المعاصرين، عرفانا لهم وتعريفا بهم؟
الجواب:
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه.
أما بعد:
فيجوز شرعا تسمية المساجد بكل ما يميزها عن غيرها، من أسماء الأنبياء، والعلماء، والصالحين، وأسماء من بناها، وأسماء البلدان التي تقع فيها، أو القبائل التي تسكن عندها، ونحو ذلك؛ لما ورد في صحيح البخاري: (420) من تسمية أحد المساجد بـ”مسجد بني زريق”، وقال ابن العربي في “أحكام القرآن” (277/4): “المساجد وإن كانت لله ملكا وتشريفا، فإنها قد نسبت إلى غيره تعريفا، فيقال: مسجــــــد فلان”.
وعليه؛ فلا حرج من إطلاق اسم أحد علماء المسلمين على المسجد، من باب التعريف فقط، إلا إذا كان التسمي ببعض الأسماء يترتب عليه تفريق لجماعة المسلمين، أو إلقاء البغضاء في قلوبهم، أو إحياء العصبيات الجاهلية، ووقوع الفتن بين المسلمين، فينبغي ترك هذه التسمية، بل ترك ما هو أعلى منها من المستحبات، إذا ترتب عليها شيء من هذه المفاسد، وتسمية المسجد لا يعدو كونه أمرا مباحا، وفي الأسماء المباحة، مما يجمع ولا يفرق، ويؤلف ولا ينفر، ما فيه غنية عن ذلك، ولقد أنكر النبي صلى الله عليه وسلم المناداة بالأسماء الشرعية، إذا كان باعثها التعصب لغير الحق.
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
الصادق بن عبد الرحمن الغرياني
مفتي عام ليبيا
27/رجب/1433هـ
2012/6/17