حكم الوصية بإقامة (تاليف) وختمة قرآن في شهر رمضان كل سنة
الوصية بإطعام الطعام
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
رقم الفتوى (4644)
ورد إلى دار الإفتاء الليبية السؤال التالي:
أوصى رجلٌ بعض أبنائه؛ بأن يجعل ثلث ما يملك من جميع مالهِ بعد وفاته في إقامة (تاليف)، على أن يقيموا معه ختمة قرآنٍ في شهر رمضان كل سنة، فما حكم هذه الوصية؟
الجواب:
الحمدُ لله، والصَّلاةُ والسَّلامُ على رسولِ الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه.
أما بعد:
فإنّ اللهَ تعالى قد جعل للمسلم الحقّ في الوصية بثلثِ ماله، إذا لم يكن لوارث؛ ففي الحديث قال النبي صلى الله عليه وسلم: “إِنَّ اللَّهَ تَصَدَّقَ عَلَيْكُمْ، عِنْدَ وَفَاتِكُمْ، بِثُلُثِ أَمْوَالِكُمْ، زِيَادَةً لَكُمْ فِي أَعْمَالِكُمْ” [ابن ماجه:2709]، وإقامة (التاليف) يعتبرُ مِن أبوابِ الخير، والوصيةُ به صحيحةٌ، لكن على المتولي للوصيةِ صرف ريعِها على الفقراء والمساكينِ والمحتاجين مِن طلبة العلم؛ لأنّ هذا في معنى ما أوصى به المتصدقُ، وهو إطعام الطعام فيما يسمى بـ(التاليف)، أما الختمة في رمضان مِن كل عام، فإنّ قراءةَ القرآن على الأموات مختلفٌ فيها بين أهلِ العلم، وكثيرٌ من المتأخرين يقولون بوصولِ ثوابها، قياسًا على ثوابِ الصدقةِ عن الميت، والصوم عنه، فمن أرادَ أن يقرأَ القرآن، ويهدِي الثواب؛ فليفعلْ ذلك بنفسه، أو مع أهله مِن غير أجر؛ لأنه يشترطُ في جوازهِ أن يكونَ مِن غير أجرٍ، وأن لا يكونَ ذلك عن طريقِ جماعةٍ أو فرقةٍ، تجعلُ ذلك مهنةً أو حرفةً للتأكل بالقرآن، فذلك منهيّ عنه؛ لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: “اقْرَءُواْ الْقُرْآنَ، وَلاَ تَغْلُوا فِيهِ، وَلاَ تَجْفُوا عَنْهُ، وَلاَ تَأْكُلُوا بِهِ، وَلاَ تَسْتَكْثِرُوا بِهِ” [أحمد: 15529]، وبذلكَ يكون المتولي للوصية قد امتثلَ الوصية، وبرئتْ ذمته، والله أعلم.
وصلَّى الله على سيّدنا محمَّد وعلى آله وصحبه وسلَّم
لجنة الفتوى بدار الإفتاء:
عبد الرحمن حسين بن قدوع
حسن بن سالم الشريف
الصادق بن عبد الرحمن الغرياني
مفتي عام ليبيا
12//صفر//1443هـ
20//09//2021م