بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
رقم الفتوى (4780)
ورد إلى دار الإفتاء الليبية السؤال التالي:
هل لمنْ غابَ مدةً تزيدُ على مئةِ سنة نصيبٌ من ميراث أمهِ، التي ماتتْ منذ عشرينَ سنة؟
الجواب:
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه.
أما بعد:
فمن شرط الميراث تحقق حياة الوارث عند موتِ المورِّث، فإن جهل تأخرُ موت الوارث عن موت المورِّث فلا حقَّ له في الميراث، قال الدردير رحمه الله: “وَأَشَارَ لِلْمَانِعِ الْخَامِسِ بِقَوْلِهِ (وَلَا) يَرِثُ (مَنْ جُهِلَ تَأَخُّرُ مَوْتِهِ) عَنْ مُوَرِّثِهِ” [الشرح الكبير: 4/487].
والغائب مدةً تزيد على مدة التعميرِ حكمهُ حكمُ مَن جُهل تأخر موته، وهو المنع مِن الميراث، قال الدردير رحمه الله: “وَمَا اخْتَلَفَ فِيهِ حَالُهُ مِنْ نَصِيبِ غَيْرِهِ، فَإِنْ ثَبَتَتْ حَيَاتُهُ أَوْ مَوْتُهُ بِبَيِّنَةٍ فَالْأَمْرُ وَاضِحٌ، وَإِنْ لَمْ يَثْبُتْ ذَلِكَ (فَإِنْ مَضَتْ مُدَّةُ التَّعْمِيرِ فَكَالْمَجْهُولِ) أَيْ فَالْمَفْقُودُ كَمَنْ جُهِلَ تَأَخُّرُ مَوْتِهِ، أَيْ فَلَا إرْثَ لَهُ وَتَرِثُهُ أَحْيَاءُ وَرَثَتِهِ” [الشرح الكبير: 4/487]، والله أعلم.
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
لجنة الفتوى بدار الإفتاء:
عبد العالي بن امحمد الجمل
حسن بن سالم الشريف
الصادق بن عبد الرحمن الغرياني
مفتي عام ليبيا
28//جمادى الآخرة//1443هـ
31//01//2022م