طلب فتوى
مقالاتمقالات المفتي

تعزية في شهداء بوابة الدافنية ونصيحة للمسؤولين وولاة الأمر

(تعزية في شهداء بوابة الدافنية ونصيحة للمسؤولين وولاة الأمر)

 

بسم الله الرحمن الرحيم

 تتقدم دار الإفتاء بأحر التعازي؛ إلى الشعبِ الليبي عامة، وإلى أهالي الذين اغتالتهم يد الغدر والخيانة، مِن الشباب المكلفين بحراسة بوابة (الدافنية) بمدينة مصراتة، فجر اليوم الأحد، رحمهم الله جميعا، وكتبهم عنده في الشهداء، وألْهم أهلهم وذويهم جميل الصبر والسلوان، وندعو الله تعالى أن يشفي الجرحى.

كما تعيدُ الدار التذكيرَ بما نبهت عليه مِرارًا؛

مِن  التبرؤِ مِن الفكرِ الغالي في التكفير، وألَّا يغترَّ أحدٌ بشعارات يستعملُها أصحابُ هذا الفكرِ على غير وجهها الصحيح، لا تَمتُّ تطبيقاتُها إلى الإسلامِ بصلة، وأن يقفوا صفًّا واحدًا لمقاومة هذا المدِّ، الذي  تقوده جماعات وافدة إلينا من الخارج؛ لتشويه صورة الإسلام، وإغراقِ البلاد فيما غرقت فيه بلاد الشام، وكانتِ النتيجة أن فشلت المقاومةُ، وتقوَّى النظام السوري.

 

وعلى منتسبي الكتائب المكلفة بحفظ الأمن، التابعة لرئاسة الأركان، من كل أنحاء ليبيا؛ ألَّا يتهاونوا فيما أُسند إليهم القيام به، مِن حفظ الأمن، وأن يعلمُوا أنّ عملهم في سبيل الله، ما أخلصوا النية لله.

 وتطلبُ دار الإفتاء مِن وُلاة الأمر، في المؤتمر الوطني وحكومة الإنقاذِ ورئاسة الأركان، ما يلي:

1-         أن يتحملوا مسؤولياتهم بكل حزم، وأن يسدّوا مواطنَ الخلل والقصور، وذلك بدعم الجبهات والبوابات بما ينقصها، بحيث يتم تزويدهم بالمعدات اللازمة، فإنه رغم تكرار التفجيرات بنفس الطريقةِ أكثرَ مِن مرة، لم تُتخذ الاحتياطات اللازمة، واللهُ تبارك وتعالى أمرنا بأخذ الحذر، وبإعداد العدة، فقال تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ خُذُواْ حِذْرَكُمْ)، وقال تعالى: (وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ)، وقد نبَّه النبيُّ صلى الله عليه وسلم إلى أنّ المؤمنَ لا يُلدغ مِن جُحْر مرتين.

 

2-         أن يعتنوا بعلاج الجرحى بصورة صحيحة، تبعث الهمة في نفوس المكلّفين بالقتال في الجبهات، وبحفظِ الأمن في البواباتِ، بالتواصل المباشر من الحكومة، بأحسن أماكن العلاجِ في العالم، بالمستشفيات الأوربية، ذاتِ الكفاءة العالية، وبعيدًا عن الوسطاء والفاسدين.

 

3-         أن يقومُوا بمحاسبةِ المسؤولين على التقصيرِ في دعم البوابات الأمنية والجبهاتِ، والمثبِّطينَ للهِمَم، كائنًا مَن كان. 

 

وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه.

 

 

الصادق بن عبد الرحمن الغرياني

مفتي عام ليبيا

الأحد 13 شعبان  1436 هـ

الموافق 31 مايو 2015 م

{gallery}Bynat/2015/Dafnya{/gallery}

الوسوم
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً

إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق