وعَيْنٌ بَاتَتْ تَحْرُسُ فِي سَبِيلِ الله – تعزية في شهداء (أبو قرين) وتوجيه ونصيحة
بسم الله الرحمن الرحيم
(وعَيْنٌ بَاتَتْ تَحْرُسُ فِي سَبِيلِ الله)
تعزية في شهداء أبوقرين ونصيحة وتوجيه
تتقدم دار الإفتاء بأحر التعازي، لأهالي الشهداء – نحسبُهم كذلكَ عندَ الله – الذينَ قُتلوا غيلةً فجرَ الأحد؛ 20 شعبان 1436 هـ، في هجوم استهدفهم في بوابة (أبوقرين)، نسألُ اللهَ أن يشفِّعَهم في أهاليهِم، ويغفرَ لهم.
وتُذكرُ دارُ الإفتاءِ بفضلِ الحراسةِ في سبيلِ الله، وما لَها مِن ثوابٍ عظيمٍ عندَ اللهِ تعالى، قال تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ) [آل عمران:200]، وجاءَ عن عبدِ الله بنِ عباس رضي الله عنهما أنّه قال: سمعتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم يقول: (عَيْنَانِ لَا تَمَسُّهُمَا النَّارُ؛ عَيْنٌ بَكَتْ مِنْ خَشْيَةِ الله، وَعَيْنٌ بَاتَتْ تَحْرُسُ فِي سَبِيلِ الله) رواه الترمذي.
وقال صلى الله عليه وسلم
: (رِبَاطُ يَوْمٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ خَيْرٌ مِنْ الدُّنْيَا وَمَا عَلَيْهَا، وَمَوْضِعُ سَوْطِ أَحَدِكُمْ مِنْ الْجَنَّةِ خَيْرٌ مِنْ الدُّنْيَا وَمَا عَلَيْهَا، وَالرَّوْحَةُ يَرُوحُهَا الْعَبْدُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَوْ الْغَدْوَةُ خَيْرٌ مِنْ الدُّنْيَا وَمَا عَلَيْهَا) رواه البخاري ومسلم.
وتهيبُ دارُ الإفتاء مجددًا، بكتائبِ الثوارِ المكلفين مِن رئاسة الأركان؛ أن يهبوا جميعًا متعاونين؛ لحفظِ الأمنِ، ولا يتوانَوا في تخليصِ البلادِ مِن البغاةِ والمجرمين والانقلابيّين، فإنّ عدوَّهم صارَ يتخطّفُهم، ويخَذّلُ بينهم.
كما تهيبُ بحكومة الإنقاذِ والمؤتمر الوطني، وكافةِ الأجهزة والجهاتِ ذات العلاقة، ببذلِ الجهدِ وتقديمِ الدعمِ، للمرابطين في البواباتِ الأمنية، وتوفير كافةِ المعداتِ اللازمة، بما يُمكِّنُهم مِن أداءِ مهمتهمْ على أكملِ وجهٍ، ويحفظُ سلامتَهم، وأن تتمَّ محاسبةُ المقصرينَ والمُخذِّلِين.
وتوصِي الدارُ كافةَ الثوارِ وقادتَهم، بالاعتصامِ بالكتابِ والسنة، والتحاكمِ إلى شرعِ الله، في كافة أمورهم؛ صغيرِها وكبيرِها، وأن يبتعدُوا عن الظلمِ وانتهاكِ الحرماتِ، ولا يسمحُوا للعصبياتِ الجهوية والقبليةِ، ولا للخلافاتِ، أنْ تشقَّ صفَّهم، وتفرقَ جمعَهم، وأن يكونوا كالبنيانِ المرصوصِ، يشدُّ بعضُه بعضًا، قالَ تعالى: (إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ صَفًّا كَأَنَّهُمْ بُنْيَانٌ مَرْصُوصٌ) [الصف:4]، وتوصِيهم أن يبتعِدُوا عن سَفاسفِ الأمورِ، وأن ينتبهُوا لِما يُحاكُ للبلادِ وسلامتِها، فهم المؤتَمَنونَ عليهَا وعلى أمنِها، فليُرُوا اللهَ مِن أنفسِهم خيرًا.
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
الصادق بن عبد الرحمن الغرياني
مفتي عام ليبيا
صدر يوم الأحد 20 شعبان 1436 هـ
الموافق 7 يونيو 2015 م
{gallery}Bynat/2015/Abugrain{/gallery}