ما حكم أخذ المرتب دون عمل؟
كيفية التصرف في المرتبات المستحقة من غير عمل
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
رقم الفتوى (4853)
ورد إلى دار الإفتاء الليبية السؤال التالي:
كنت مفرطًا في الدوام الرسمي، والآن أريد إرجاع الأموال التي تقاضيتها عن الأشهر التي لم أعمل فيها، ولم أجد سبيلًا لإرجاعها، فكيف أبرئ ذمتي، وأتخلص من هذه الأموال؟
الجواب:
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه.
أما بعد:
فالموظف يستحق المرتب كاملا على وجوده في مكان العمل، كل الوقت المحدد، مع القيام بما أسند إليه من عمل، دون تباطؤ ولا تنصل، وإلا فلا يستحق منه إلا بقدر ما أدى من وقت ومن عمل، وأخذ المرتب دون عمل يعد مِن أكل المالِ بالباطلِ؛ والتعدي على مال الأمة، الذي لا يبارك الله لآخذه فيه، وصاحبه متعد، ومعرض للعقوبة، قال تعالى: ﴿وَلَا تَعْتَدُوا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ﴾ [المائدة:87]، وقال: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا لَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُم بَيْنَكُم بِالْبَاطِلِ﴾ [النساء: 29]، وقال النبي صلى الله عليه وسلم: (إِنَّ رِجَالاً يَتَخَوَّضُونَ فِي مَالِ اللهِ بِغَيْرِ حَقٍّ، فَلَهُمْ النَّارُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ) [البخاري:3118].
عليه؛ فالواجب أحد أمرين، إما أن تقوم بعملٍ تطوعًا في خدمة المسلمين، له بالٌ، يساوي المدة التي أخذت فيها المرتب من غير عمل، وإما أن تتخلص مِن الأموال التي تم الحصول عليها بلا عمل، بصرفها في مصالح المسلمين العامة؛ كرصفِ الطرق، وإنشاء الجسور، وبناء المعاهد الشرعية والمدارس، ودور الأيتام، ونحو ذلك، تخلُّصًا من الحرام، لا مِن بابِ الصدقة، والله أعلم.
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
لجنة الفتوى بدار الإفتاء:
أحمد بن ميلاد قدور
عبد الرحمن بن حسين قدوع
الصادق بن عبد الرحمن الغرياني
مفتي عام ليبيا
05//ذي القعدة//1443هـ
05//06//2022م