بيان دار الإفتاء بخصوص قتل القراء والمحفظين في المنطقة الشرقية

(بيان دار الإفتاء رقم (10) بخصوص قتل القراء والمحفّظين في المنطقة الشرقية)

 

الحمد لله رب العالمين، ولا عدوان إلا على الظالمين، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه. 

 وبعد،

 فإن دار الإفتاء إذ تتابع ما يحدث من تطوّرات دامية في مدينة بنغازي، لَتستنكرُ أشد الاستنكار، ما حصلَ من اعتداءٍ على الآمنين، من أهلِ العلم والدعاة والأئمة، والمحفظين لكتاب الله، وتعذيبِهم والتنكيلِ بهم، والتمثيل بجثتهم، وانتهاك حرمات بيوتهم، واقتحامها ليلا، وترويع أهلها، وليس لهم  في ذلك ذنب إلا أنهم قالوا ربنا الله! 

وبعضهم اعتدى عليه المجرمونَ في  بيوتِ الله عز وجل، وجرُّوهم مِن بين صفوف المصلين، وهم بين يدي الله تعالى، ولم يراعوا حرمةً للمسجد ولا لأهلِه!

هذا وإن الدارَ لتخاطبُ أهل ليبيا، وبالأخصّ في مدينة بنغازي، بأن يتقوا اللهَ في أنفسهم، ويوحدُوا صفوفَهم، ويأخذوا على أيدي المجرمينَ، ولا تأخذهم فيهم لومةُ لائمٍ، وأن يحموا العلماءَ ويحرسوهُم، ويدافعوا عنهم، فإنَّ موت العالم ثُلمة في الإسلام، ورزيَّة في الدين، ولا تحسبَنّ اللهَ غافِلًا عمّا يعملُ الظالمونَ.  

نسألُ اللهَ سبحانه وتعالى أن يرحمَهم، ويرحمَ موتى المسلمين، ويتقبلَهم عنده في عليينَ، كما نعزِّي أهلَنا؛ أهلَ المشايخ المقتولين ظلمًا وعدوانًا، في مصابِهم الجلل، ولا حول ولا قوةَ إلا بالله العلي العظيمِ. 

 دار الإفتاء الليبية

صدر في طرابلس الأربعاء 18-ذو القعدة 1436 هـ. الموافق 2 سبتمبر 2015 م