2023البياناتبيانات مجلس البحوث الشرعيةصادر الدار
(بيان مجلس البحوث والدراسات الشرعية بدار الإفتاء لمساندة مصابي الإعصار في المنطقة الشرقية )
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
(بيان مجلس البحوث والدراسات الشرعية بدار الإفتاء لمساندة مصابي �الإعصار في المنطقة الشرقية )
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.�أما بعد:
فيقول الله تعالى:{وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ }البقرة :154-155
وَإنَّ مَجلسَ البحوثِ والدِّراساتِ الشَّرعيةِ بِدار الإفتاءِ يَتقدم بالتعازي لأهالي ضحايا الفيضاناتِ التي غمرت مناطقَ الجبلِ الأخضر في الشرق الليبي، لا سيما مدينتي درنة والبيضاء وما حواليهما.
اللهم ارحم من قضى في هذه المصيبة العظيمة، وأفرِغْ على قلوب أهليهم وذويهم صبرا جميلا، وأعظِم لهم الأجرَ والمثوبة.
ويُؤكِّد المجلسُ على الآتي :
1- يُذكِّر سائر الليبيين في بقية المناطقِ الليبية – على المستوى الرسمي والأهْلي – بواجبهم تجاه إخوانِهم في تلك المناطق المنكوبة، والمسارعةِ بمَدِّ يَد العون والدعم المادي بمختلف أشكاله، ودفْع المال من الزكاة وغيرها من الإعانات، بشرط التأكد من أن الجهة التي تتسلَّم تلك الأموال جهة موثوقة، بحيث يضمن وصولها إلى المنكوبين رأساً بدون واسطة ، وهذه المساندةُ واجبة وليست مِنَّة ولا تطوعاَ؛ وذلك إحياء لمعنى الجسدِ الواحد الذي ذكره النبي صلى الله عليه وسلم بقوله: “مَثَلُ الْمُؤمِنِينَ فِي تَوَادِّهِمْ وَتَرَاحُمِهِمْ وَتَعَاطُفِهِمْ كَمَثَلِ الجْسَدِ إِذَا اشْتَكَى مِنْهُ عُضْوٌ تَدَاعَى لَهُ سَائِرُ الْجَسَدِ بِالسَّهَرِ وَالْحُمَّى” متفق عليه
2- الدعاء لضحايا هذه السُّيول أن يُدخلَهم الله تعالى في شهداء الآخرةِ، الذين ذكَرهم النبي صلى الله عليه وسلم بقوله: «الشُّهَدَاءُ خَمْسَةٌ: الْمَطْعُونُ، وَالْمَبْطُونُ، وَالْغَرِيقُ، وَصَاحِبُ الْهَدْمِ، وَالشَّهِيدُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ» متفق عليه.
3- يُذكِّر الليبيين والمسلمين جميعا بالتضرع إلى الله تعالى، والرجوع إليه وسؤاله سبحانه وتعالى أن يَكشف الضُّر عن بلادنا وسائرِ بلاد المسلمين.
فإن الأمورَ كلَّها بيده وهو الذي يُجيب المضطرَّ إذا دعاه ويكشفُ السوء، قال تعالى: {وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ }البقرة: 185.
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه .
مجلس البحوث والدراسات الشرعية بدار الإفتاء
الاثنين: 26 صفر 1445 هـ
الموافق : 11-9-2023م