بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
رقم الفتوى (2896)
ورد إلى دار الإفتاء السؤال التالي:
توفي زوجي قبيل أذان الفجر، من يوم الخميس 22/جمادى الآخرة/1437هـ، الموافق 31/مارس/2016م، فمتى تبدأ عدة الوفاة ومتى تنتهي؟ وهل يجوز الخروج للحاجة؟ وعندي معمل للحلويات في بيتي، فهل يجوز العمل به، والتعامل مع الزبائن، وإن كانوا رجالا؟ وهل أعتدُّ في بيت زوجي، أم في بيت أهلي؟ وما حكم استعمال الصابون المعطر؟ وما هي ألوان الملابس التي يجوز لي أن ألبسها أثناء العدة؟
متى تبتدئ عدة الوفاة، ومتى تنتهي
الجواب:
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه.
أما بعد:
فإن العدة تبتدئ من حين الوفاة، ويحسب اليوم مادام الميت توفي قبل الفجر، فيكون يوم الخميس هو أول أيام العدة، وتنتهي العدة بغروب شمس اليوم الثاني من شهر ذي القعدة، إذا تبين أن شهر جمادى الآخرة ناقص، فإن جاء تامًّا فنهاية العدة تكون بغروب شمس اليوم الأول من شهر ذي القعدة.
ما حكم خروج المعتدة من البيت للعمل، وما هو مكان العدة
ويجوز لكِ الخروج نهارًا عند الحاجة، وكذا العمل بمعمل الحلويات، والتعامل مع الزبائن وإن كانوا رجالا، مع الالتزام بالحجاب الشرعي، الذي تطالَب به المرأة في العدة وفي غير العدة، وعدم الخلوة برجل غير محرم.
ومكان العدة هو بيت الزوجية، وليس بيت أهلك؛ لحديث الفُرَيعة بنت مالك الخدرية رضي الله عنها؛ أن زوجها خرج في طلب أعبد له أَبَقوا، حتى إذا كانوا بطرف القَدُوم لحقهم، فقتلوه، قالت: فسألت رسول الله صلى الله عليه وسلم أن أرجع إلى أهلي في بني خدرة، فإن زوجي لم يتركني في مسكنٍ يملكه، ولا نفقة، قالت: فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (نعم)، قالت: فانصرفتُ، حتى إذا كنت في الحجرة ناداني رسول الله صلى الله عليه وسلم، أو أمَرَ بي فنُودِيت له، فقال: (كيف قلت؟)، فرددت عليه القصة التي ذكرت له من شأن زوجي، فقال: (امكثي في بيتك حتى يبلغَ الكتابُ أجله)، قالت: فاعتددتُ فيه أربعة أشهر وعشرًا، قالت: فلما كان عثمان بن عفان رضي الله عنه أرسل إلي، فسألني عن ذلك، فأخبرته، فاتبعه، وقضى به. [الموطأ:2193].
ما حكم استعمال المعتدة الصابون ونحوه
ويجوز للمرأة في عدة الوفاة استعمال أنواع الصابون والشامبو، ولو كانت ذات رائحة طيبة؛ لأنها ليست من الطيب المعروف، الممنوع على المرأة زمن العدة.
ويجوز لكِ أيضا أن تلبسي ما شئت من الملابس المعتاد لبسها داخل البيت، أثناء قيامك بأعمال البيت، والتي لا تُلبَس عادةً بقصد التزين للزوج أو الضيوف ونحوهم، والله أعلم.
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
لجنة الفتوى بدار الإفتاء:
أحمد محمد الكوحة
أحمد ميلاد قدور
الصادق بن عبد الرحمن الغرياني
مفتي عام ليبيا
03/رجب/1437هـ
11/أبريل/2016م