ما حكم الصلاة على النبي بصيغة: (الصلوات الثلاثون لجعلِ ما قُدّر يَهونُ)
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
رقم الفتوى (3165)
ورد إلى دار الإفتاء السؤال التالي:
هل يجوز الدعاء بهذه الصفة:
(اللهم صلِّ على سيدنا محمد صلاةً تنور بها وجوهنا، اللهم صلِّ على سيدنا محمد صلاةً تشرح بها صدورنا، اللهم صلِّ على سيدنا محمد صلاةً تطهرُ بها قلوبنا، اللهم صلِّ على سيدنا محمد صلاةً تروّح بها أرواحنا، اللهم صلِّ على سيدنا محمد صلاةً تزكِّي بها نفوسنا، اللهم صلِّ على سيدنا محمد صلاةً تغفر بها ذنوبنا، اللهم صلِّ على سيدنا محمد صلاةً تستر بها عيوبنا، اللهم صلِّ على سيدنا محمد صلاةً تـضع بها أوزارنا، اللهم صلِّ على سيدنا محمد صلاةً تـُثَقِّلُ بها ميزاننا، اللهم صلِّ على سيدنا محمد صلاةً تقضي بها حاجاتنا، اللهم صلِّ على سيدنا محمد صلاةً تشفي بها مريضنا، اللهم صلِّ على سيدنا محمد صلاةً تُسْعِد بها شقينا، اللهم صلِّ على سيدنا محمد صلاةً توسِّع بها أرزاقنا، اللهم صلِّ على سيدنا محمد صلاةً تُيسرُ بها أمورنا، اللهم صلِّ على سيدنا محمد صلاةً ترفع بها ذكرنا، اللهم صلِّ على سيدنا مجمد صلاةً تؤيـِّد بها أمرنا، اللهم صلِّ على سيدنا محمد صلاةً تعظمُ بها أجرنا، اللهم صلّ على سيدنا محمد صلاةً تمدُّ بها أعمارنا، اللهم صلِّ على سيدنا محمد صلاةً تقبلُ بها أعمالنا، اللهم صلِّ على سيدنا محمد صلاةً تحفظُ بها أسرارنا، اللهم صلِّ على سيدنا محمد صلاةً تـُنَـزِّهُ بها أفكارنا، اللهم صلِّ على سيدنا محمد صلاةً تـُصفّي بها أكدارَنا، اللهم صلِّ على سيدنا محمد صلاةً تـُنَوّرُ بها أبصارنا، اللهم صلِّ على سيدنا محمد صلاةً تفتحُ بها بصائرنا، اللهم صلِّ على سيدنا محمد صلاةً تقوِّي بها عزائـِمنا، اللهم صلِّ على سيدنا محمد صلاةً تهوّنُ بها مصائبنا، اللهم صلِّ على سيدنا محمد صلاةً نجتاز بها صراطَنا، اللهم صلِّ على سيدنا محمد صلاةً تهزِمُ بها عدوَّنا، اللهم صلِّ على سيدنا محمد صلاةً تختمُ بها حياتنا، اللهم صلِّ على سيدنا محمد صلاةً تُـطَـيـِّبُ بها قبورنا، وعلى آله وسلم تسليما في كل لَمْحةٍ ونَفَسٍ عدد ما وسعه علم الله.
اللهم صلّ وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم، اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه ومن والاه.
اللهمَّ اشرحْ بالصلاةِ عليهِ صُـدُورَنا، ويَسِّرْ بها أُمُورَنا، وفَرِّجْ بها هُمُومَنا، واكشفْ بها غُـمُومَنا، واغفِرْ بها ذُنُوبَنا، واقضِ بها دُيُونَنا، وأصلحْ بها أحوالَنا، وبَلِّغْ بها آمالَنا، وتقبلْ بها توبَتَنا، واغسلْ بها حوبَتَنا، وانصرْ بها حُجَّتَنا، وطَهِّرْ بها ألسِنَتَنا، وآنِسْ بها وحشَتَنا، وارْحَمْ بها غُرْبَتَنا، واجعلها نوراً بينَ أيدينا ومنْ خَلْفِنا، وعنْ أيمانِنا وعنْ شمائِلِنا، ومنْ فوقِنا ومنْ تحتِنا، وفي حياتِنا وموتِنا، وفي قُبُورِنا وحَشْرِنا ونَشْرِنا، وظِلاً يومَ القيامةِ على رُؤُوسِنا، وثَقِّلْ بها يا ربِّ موازِينَ حسناتِنا، وأَدِمْ بركاتِها علينا حتى نلقى نَبِيَّنا وسيـدَنا محمداً صلى الله عليه وسلم ونحنُ آمِنُونَ مُطْمَئِنُّونَ، فَرِحُونَ مُسْتَبْشِرُونَ، ولا تُفَرِّقْ بينَنا وبينَهُ حتى تُدْخِلَنَا مَدْخَلَهُ، وتُأْوِينا إلى جِوارِهِ الكريمِ، معَ الذينَ أنعمتَ عليهمْ منَ النبيينَ والصديقينَ والشهداءِ والصالحينَ، وحَسُنَ أولئكَ رفيقاً، اللهمَّ إنا آمنا بهِ صلى الله عليه وسلم ولم نرهُ، فمتعنـا اللهمَّ في الدارينِ برؤيتهِ، وثَبِّتْ قلوبنا على محبتهِ، واستعملنا على سنتهِ، وتوفنا على ملتهِ، واحشرنا في زمرتهِ أمين… أمين… أمين.).
الجواب:
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه.
أما بعد:
فإن التوسل إلى الله تعالى بالعمل الصالح، نوع من أنواع التوسل المشروع، ومما يدل عليه قصة أصحاب الغار الذين أطبقت عليهم الصخرة، فدعَوا الله بصالح أعمالهم، ففرج الله عنهم [متفق عليه].
ومن الأعمال الصالحة المرغب فيها وفي الإكثار منها لعظيم فضلها؛ الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم، ومما جاء في فضلها قول أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ رضي الله عنه: كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا ذَهَبَ ثُلُثَا اللَّيْلِ قَامَ فَقَالَ: (يَا أَيُّهَا النَّاسُ اذْكُرُوا اللَّهَ اذْكُرُوا اللَّهَ، جَاءَتِ الرَّاجِفَةُ تَتْبَعُهَا الرَّادِفَةُ، جَاءَ الْمَوْتُ بِمَا فِيهِ، جَاءَ الْمَوْتُ بِمَا فِيهِ)، قَالَ أُبَيٌّ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ إِنِّي أُكْثِرُ الصَّلاَةَ عَلَيْكَ، فَكَمْ أَجْعَلُ لَكَ مِنْ صَلاَتِي؟ فَقَالَ: (مَا شِئْتَ). قَالَ: قُلْتُ: الرُّبُعَ؟ قَالَ: (مَا شِئْتَ، فَإِنْ زِدْتَ فَهُوَ خَيْرٌ لَكَ)، قُلْتُ: النِّصْفَ؟ قَالَ: (مَا شِئْتَ، فَإِنْ زِدْتَ فَهُوَ خَيْرٌ لَكَ)، قَالَ: قُلْتُ: فَالثُّلُثَيْنِ؟ قَالَ: (مَا شِئْتَ، فَإِنْ زِدْتَ فَهُوَ خَيْرٌ لَكَ)، قُلْتُ: أَجْعَلُ لَكَ صَلاَتِي كُلَّهَا، قَالَ: (إِذًا تُكْفَى هَمَّكَ، وَيُغْفَرُ لَكَ ذَنْبُكَ) [الترمذي:2457].
وهذه الصيغة المسؤول عنها تعرف عند من يتداولونها بـ(الصلوات الثلاثون لجعلِ ما قُدّر يَهونُ)، ولا يخفى ما فيها من التكلف، والسجع الطويل في الدعاء، وهو مكروه عند أهل العلم؛ لأنه لم يكن من صفة دعاء النبي صلى الله عليه وسلم، فقد كان دعاؤه على السَّجِيّة؛ يأتيه السجع فيه عَرَضا، ولا يلتزمه في جُمَل طويلة كثيرة، مثل هذه، والخير كله في الاتباع، ولأن مراعاة السجع مناف للتَّخَشُّع؛ فإن صاحبه ينشغل بتصليح الألفاظ عن صدق التوجه، وحضور القلب، كما أنه ليس للمسلم أن يأتي بدعاء ويعتقد أن له فضيلةً خاصة، لم ترد عن النبي صلى الله عليه وسلم؛ لأن ترتيب الفضائل على الأذكار لا يكون إلا من الشارع، لا بتحسين العقول.
والدعاءُ المذكور اقتصرَ على الصلاة، دونَ السلام، وأفضلُ صيغةٍ هي ما علّمَه النبيُّ صلى الله عليه وسلم لأصحابهِ رضي الله عنهم، مِن الصلاة والسلام عليه في التشهدِ، والله أعلم.
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
لجنة الفتوى بدار الإفتاء:
أحمد محمد الكوحة
أحمد ميلاد قدور
الصادق بن عبد الرحمن الغرياني
مفتي عام ليبيا
28/ربيع الأول/1438هـ
27/ديسمبر/2016م