بسم الله الرحمن الرحيم
رقم الفتوى ( )
ورد إلى دار الإفتاء السؤال التالي:
أنا إمام في أحد مساجد طرابلس، تركت الدعاء بعد الصلوات المكتوبات جماعة، فطلب مني الناس الدعاء بهم، أو إحضار فتوى من دار الإفتاء في ذلك، فما حكم الدعاء جماعة بعد الصلوات المكتوبات؟.
الجواب:
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه.
أما بعد:
فإن الدعاء الجماعي عقب الصلاة مكروه، كما جاء عن الإمام مالك رحمه الله؛ قال القرافي: كره مالك وجماعة من العلماء لأئمة المساجد والجماعات الدعاء عقب الصلوات المكتوبة جهرا للحاضرين، فيجتمع لهذا الإمام التقديم، وشرف كونه ينصب نفسه واسطة بين الله تعالى وبين عباده في تحصيل مصالحهم على يديه بالدعاء، فيوشك أن يعظم نفسه، ويفسد قلبه، ويعصي ربه في هذه الحالة أكثر مما يطيعه.
وروي أن بعض الأئمة استأذن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أن يدعو لقومه بدعوات بعد الصلاة، فقال له: لا؛ لأني أخشى عليك أن تنتفخ حتى تصل إلى الثريا، شرح ابن ناجي على الرسالة 201/1. والله أعلم.
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
الصادق بن عبد الرحمن الغرياني
مفتي عام ليبيا