طلب فتوى
المراسلاتصادر الدار

خطاب لوزير الزراعة

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ

            السيد المحترم / “وزير الزراعة” حفظه الله .

 

            السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

            تحية طيبة وبعد :

          فإننا في الوقت الذي نقدر ما تقومون به من مسؤولية شاقة في إطار الحفاظ على البيئة، وأملاك الدولة، تودّ دارُ الإفتاء أن تشدّ على أيديكم في هذا الأمر، بعد أن كثرت شكاوى المواطنين من هذا الأمر، وتبارك جهودكم، وتؤكد لكم أن التعدّي على الأراضي الزراعية، وقطع أشجار الغابات أمر مستنكر، ضار بالبيئة، وبالثروة الوطنية، ضررا شديدا، بطمس معالم تلك البيئة وتغييرها، التي ترجع في تاريخنا إلى مئات السنين، والتمادي في هذا على النحو الذي نراه من استباحة ما ذُكر، ونهب الأراضي، وبيعها بعد قطع أشجارها، وحرقها، وتحويلها إلى فحم، هو من الفساد في الأرض الذي يستوجب العقوبة الشديدة الرادعة، ولا يجوز التهاون فيه، قال النبي صلى الله عليه وسلم: ( إن رجالاً يتخوضون في مال الله بغير حق لهم النار يوم القيامة) رواه البخاري، وقال النبي صلى الله عليه وسلم: (من اقتطع شبراً من الأرض بغير حقه طوقه الله يوم القيامة من سبع أرضين) رواه مسلم، ويقول صلى الله عليه وسلم: (مَا مِنْ مُسْلِمٍ يَغْرِسُ غَرْساً، أَوْ يَزْرَعُ زَرْعاً، فَيَأْكُلُ مِنْهُ طَيْرٌ، أَوْ إِنْسَانٌ، أَوْ بَهِيمَةٌ، إِلَّا كَانَ لَهُ بِهِ صَدَقَةٌ) متفق عليه، عليه فالواجب الزرع، والغرس، والإعمار، لا القطع، والتخريب، والحرق للغابات، والواجب حيال هؤلاء المفسدين هو تكثيف الحملات لوقف هذا الفساد، والضرب بيد من حديد على أيدي مرتكبيه، قال صلى الله عليه وسلم: (ألا كلكم راعٍ، وكلكم مسؤول عن رعيته)، والله الموفق، وهو المستعان .

وفقكم الله لخدمة دينه وعباده..

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

 

 

                                                                    الصادق بن عبدالرحمن الغرياني

                                                                              مفتي عام ليبيا

الوسوم
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً

إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق