طلب فتوى
2017البيانات

بيان مجلس البحوث والدراسات الشرعية بشأن الاعتداء على مقر دار الإفتاء

بيان مجلس البحوث والدراسات الشرعية بشأن الاعتداء على مقر دار الإفتاء

بسم الله الرحمن الرحيم


الحمد لله الذي جعل في كل زمان بقايا من أهل العلم يدعون الناس إلى الخير، ويدلونهم على الهدى، ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر ويصبرون على الأذى، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده وبعد:

فإن دار الإفتاء مؤسسة شرعية تدعو إلى الله على بصيرة، وتقوم بالواجب المنوط بها بحكم القانون على وجه قلَّ نظيره في دُور الفتوى في كثير من بلاد المسلمين، تتحلى بالانضباط والصدق والشفافية في النصح للأمة وبيان الأحكام الشرعية وقول الحق دون تردد، لا تخاف في ذلك لومة لائم.

ومجلس البحوث الشرعية – إذ يستنكر الاعتداء الآثم على مقر دار الإفتاء أشد الاستنكار – لَيؤكد أنه وصمة عار في تاريخ هذا البلد الذي عرف على مدى العصور بتوقير أهل العلم وحفظ مكانتهم.

إن دار الإفتاء قد تحملت أعباء الدعوة إلى الله والإفتاء والإرشاد والتوجيه والنصح للمسلمين، سائرة بخطى ثابتة في سبيل القيام بهذه الواجبات الثقيلة رغم التضييق عليها وتجفيف منابعها.

وينبه المجلس أن السكوت على هذا البغي والظلم مُؤْذِن بالعقوبة الإلهية، فإن النبي صلى الله عليه سلم يقول: “ إِنَّ النَّاسَ إِذَا رَأَوْا الظَّالِمَ فَلَمْ يَأْخُذُوا عَلَى يَدَيْهِ أَوْشَكَ أَنْ يَعُمَّهُمْ اللَّهُ بِعِقَابٍ مِنْهُ” رواه الترمذي وأبوداود كما يحذر المجلس كل من شارك في هذا الاعتداء من انتقام الله تعالى، فإنه سبحانه للظالمين بالمرصاد، قال الله عز وجل: (إِنَّ رَبَّكَ لَبِالْمِرْصَاد) الفجر: 14 وقال تعالى: (وَمَن يَظْلِم مِّنكُمْ نُذِقْهُ عَذَابًا كَبِيرًا) الفرقان: 19 وقوله تعالى:﴿ إِنَّ الَّذِينَ يُحَادُّونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ فِي الْأَذَلِّينَ كَتَبَ اللَّهُ لَأَغْلِبَنَّ أَنَا وَرُسُلِي إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ ﴾المجادلة: 20 – 21

وإن هذا الاعتداء لن يُسكت صوتَ الحق، ولن يُثْني دعاة الهدى عن أداء رسالتهم والقيام بما أوجبه الله على أهل العلم من بيان الحق والدعوة إليه، اقتداء بالأنبياء والعلماء والصالحين الذين أوذوا في سبيل الله فصبروا على الأذى وما ضعفوا وما استكانوا.
وإن المجلس ليحمّل المسؤولين في هذا البلد المسؤولية الكاملة على سلامة الدار، وسلامة كافة العاملين بها، ويدعو الشعب الليبي كافة إلى استنكار هذا العدوان.

والله سبحانه المستعان، وهو الهادي إلى سبيل الرشاد.

وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

صدر في 5 رمضان1438هـ

الموافق: 31 / 5 / 2017م

 

 

{gallery}Bynat/2017/AttackOnHQ{/gallery}

الوسوم
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً

إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق