طلب فتوى
2017البيانات

(بيان مجلس البحوث والدراسات الشرعية بشأن المبادرة الوطنية للحل السياسي)

(بيان مجلس البحوث والدراسات الشرعية بشأن المبادرة الوطنية للحل السياسي)


الحمدُ للهِ، والصلاةُ والسلامُ على رسولِ الله، وعلى آلهِ وصحبِهِ، وبعدُ؛

فإنّ مجلسَ البحوثِ والدراساتِ الشرعية، يتابعُ مَا آلَ إليهِ تدهورُ أوضاعِ البلادِ، في الأحوالِ السياسيةِ والأمنيةِ والاقتصاديةِ، وما انعكسَ عن ذلكَ مِن سوءِ معيشةِ المواطنِ، وتفاقمٍ للأزماتِ، وسلبٍ للإرادةِ الوطنيةِ، وتمدد جديد لتنظيمِ داعش في مناطقَ الوسطِ والجنوبِ الليبيّ، ليبقَى التنظيمُ مصدرَ توترٍ مستمرٍّ، وذريعةٍ للعدوانِ والتدخلِ الأجنبيّ.

 

 

كلّ ذلكَ في ظلِّ استباحةٍ وإذلالٍ مُشينٍ للسيادةِ الوطنيةِ، فلم تعدْ للبلدِ من حُرمةٍ ولا هيبة ؛ تُقصفُ مدُنُها مِن الطيران الأجنبي، بصفةٍ تكادُ تكونُ يوميةً، تذهبُ بأرواحِ المواطنينَ الأبرياءِ وممتلكاتِهم، بذرائعَ كاذبةٍ، مع تواطؤٍ دوليٍّ، وتفريطٍ واضحٍ مِن المسؤولينَ، في التصدِّي لهذا العدوانِ، وحماية المدنيين ممّا يدلُّ على التهاونِ بحرماتِهم وأرواحِهم.

ومما زادَ الأوضاعَ سوءًا؛ ما تشهدُهُ مدينة طرابلس، مِن هدمٍ وحرقٍ للبيوتِ، وحملةِ مداهماتٍ واسعةٍ، واختطافٍ طالَ المشايخَ والدعاةَ، وشخصياتٍ عُرفتْ بانحيازِها للثورةِ، واعتداءٍ على دارِ الإفتاءِ ومؤسساتٍ عامةٍ.

كلُّ ذلك وغيرُه، يحدثُ خارجَ القانون، مِن أجهزةٍ تابعةٍ للحكومة المقترَحَةِ، ولا نرَى منها تحقيقًا قضائيًّا جادًّا، ولا نسمعُ استنكارًا.

وهذا مؤشرٌ خطير، باتَ يهددُ كلَّ مواطنٍ يحملُ قيمَ هذه الثورة المباركةِ؛ إمّا بالتخلص منه، أو إلقائِه وراءَ القضبان.

 

وعليه؛ وبناءً على ما توصلت إليه اللجنة المكلفة من دار الإفتاء، بالتواصل مع النخب الوطنية في الدعوة التي أطلقتها الدار، للبحث عن بديل وطني، بعيدًا عن الهيمنة الأجنبية، بناء عليه؛ فإنّ مجلس البحوثِ يدعو بصفةٍ عاجلة، كافةَ النّخبِ السياسيةِ في ليبيا، والأعيانَ والحكماءَ وأعضاءَ اللجنة التحضيريةِ، التي تابعت الدعوة التي أطلقتها دارُ الإفتاء للتوافقِ، وكلَّ غَيورٍ على هذا الوطنِ، المستباحِ مِن أعدائه، يدعو المجلسُ هؤلاءِ جميعًا بصفةٍ خاصةٍ، وكافةَ المواطنينَ بصفةٍ عامة، إلى أنْ يتدارَكُوا أمرَ الوطنِ، وذلك بالتوافقِ على المقترحِ المُرفقِ، الذي انتهتْ إليه لجنةُ إدارةِ الحوارِ الليبيِّ الليبي، المكلفةُ بالنظرِ في اختيارِ أفضلِ المبادراتِ، تحتَ اسمِ “المبادرة الوطنية للحل السياسي”، ويدعو المجلسُ الأمةَ الليبيةَ أنْ تجتمعَ عليه، وأنْ تنسَى خلافاتِ الماضِي، لما رأوا فيه من الحيادية والإنصاف ، فإنّ جمعَ الكلمةِ في هذا الوقتِ الحرجِ مِن فرائضِ الدينِ وواجباتِه، وكلُّ مكلّف مِن أبناء الشعب الليبي، مُخاطَبٌ شرعًا بالعملِ عليه، حفاظًا على الوطنِ، وحَقنًا للدماءِ، ونَبذًا للفُرقةِ، قال تعالى: (فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَصْلِحُوا ذَاتَ بَيْنِكُمْ) الأنفال : 1، وقال تعالى: (وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا وَاخْتَلَفُوا مِن بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَأُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ)آل عمران : 105، وقال النبي صلى الله عليه وسلم: “عليكُم بالجًماعةِ، فإنّما يأكلُ الذئبُ مِن الغنمِ القاصيةِ” رواه أبودواد ، وقال: “وإيّاكم والفُرقَةَ” رواه الترمذي ، وقال: “مَن شَذّ شَذّ إلَى النّارِ” رواه الترمذي .


وصلَّى اللهُ وسلمَ على نبينَا محمدٍ، وعلى آلهِ وصحبهِ وسلم

صدر في طرابلس الموافق 10-06-2017


رابط ملف التعريف بالمبادرة الوطنية للحل السياسي

https://drive.google.com/…/fol…/0B9ShlTjSvWGhNlRJZlZVVUIzZkE

رابط ملف المبادرة الوطنية للحل السياسي

https://drive.google.com/…/fol…/0B9ShlTjSvWGhNjBIbE1mdHl2TVk

 

{gallery}Bynat/2017/Mobadara{/gallery}

الوسوم
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً

إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق