طلب فتوى
2015البيانات

بيانُ دار الإفتاء رقم (8) لسنة 1436هـ 2015م بخصوص وجوب رفع الحصارِ عن تصديرِ النفط

بسم الله الرحمن الرحيم

بيانُ دار الإفتاء رقم (8) لسنة 1436هـ 2015م
بخصوص وجوب رفع الحصارِ عن تصديرِ النفط

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، وبعد؛
– فإن دارَ الإفتاء تدعو المسؤولين على منع تصدير النفط وتعطيله، إلى رفع الحصار عنه، وتُبيّن لهم أنّ الحكم الشرعي – لمنْ أرادَ أن ينقذَ نفسَه مِن النارِ، ومِن نقمةِ الجبار – هو وجوبُ التوبةِ، بردِّ النفطِ المغتصبِ مِن الوطنِ إلى الليبيين على الفورِ.
فالنفطُ هو قوتُ الليبيينَ جميعًا، وعلى كلِّ مَن تورطَ في تعطيلِهِ، والاستيلاءِ على موانِئِهِ وحقولِه، في الغربِ أو في الشرقِ أو الجنوبِ، وارتكبَ هذا الأمرَ المشينَ على مدى عامينِ متواصلينِ، عليهِ أن يُبادرَ بالتوبةِ، ويندمَ، ويرفعَ هذا الحصارَ الآثم، وأن يعلمَ أنّ غصبَ النفطِ وتعطيلَه مِن الفسادِ في الأرضِ، وأنه السببُ الرئيس في الدمار، واختلال الأمن، الذي يتعرض له الوطن، والسببُ في كلّ الأزمات، وأنه مِن المظالمِ الكبيرةِ الغليظة، العامّة المُهلكةِ، التي يجبُ ردّها لأصحابها، وأنّ كلّ أهلِ ليبيا أصحابُها، وسيسأَلونَ من اغتصبوها، ويطلبون منهم القصاصَ، يومَ لا يكونُ دينارٌ ولا درهمٌ، وكم عساهُم أن يردُّوا مِن هذه المظالِمِ، فقد بلغتْ خسائرُ البلدِ مِن هذا التعدّي الظالمِ عشراتِ الملياراتِ، عَرّضَتْ شريحةً كبيرةً مِن الضعفاءِ والفقراءِ للحرمانِ والفاقةِ، وتعطيلِ المرتّباتِ، والغلاءِ الفاحشِ، وارتفاعِ الأسعارِ، وقد تٌعرضَ أهلُ ليبيا جميعًا للجوعِ والمذلةِ؛ باجتياحِ عدوِّهم أراضِيَهم.
فارجِعوا يا مَنْ أخطأتُم وتورّطتم؛ نصيحةً لكم، وتحذيرًا مِن غضبِ اللهِ وانتقامِه، ورُدُّوا المظالمَ لأصحابِها؛ بالإفراجِ عن النفطِ قبلَ الفواتِ، فالناسُ في ضيقٍ، بَلَغَ بهم ظلمُكُم لهم مَبلغًا عظيمًا، واللهُ لا يَغفَلُ، قال تعالى: (وَلَا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلاً عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ)،

ودعوةُ المظلومِ ليس بينَها وبينَ اللهِ حجابٌ، يقولُ البارِي في عُلاه: (وعِزّتِي وجَلالي لأنصُرنَّك ولو بعدَ حينٍ)، وهذا الوزرُ لا يخصّ القادةَ، الذين هم دونَ شكّ يتحملونَ الوزرَ الأكبرَ، ولكنّه يعمُّ كلّ مَن شاركَ في تعطيل النفطِ؛ بحراسةٍ، أو رأيٍ وتدبيرٍ، أو تستُّرٍ، أو مكيدةٍ ورشوة، من الحكام والمسؤولين، أو تبريرٍ كاذبٍ بالباطلِ، سواء كانَ من الحراسِ، أو مِن شيوخِ القبائلِ والأعيانِ، أو مِن عامةِ الناسِ، فكلّهم مشاركٌ ومسؤولٌ، يقولُ الله تعالى: (كُلّ نَفسٍ بِمَا كَسَبَتْ رَهِينةٌ)، ويقول: (مَن يَعْمَلْ سُوءًا يُجْزَ بِهِ)، واللهُ تعالَى يحكِي لنَا حالَ الظالمينَ في النارِ، رؤساء ومرؤوسين، فيقول: (وَإِذْ يَتَحَاجُّونَ فِي النَّارِ فَيَقُولُ الضُّعَفَاءُ لِلَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا إِنَّا كُنَّا لَكُمْ تَبَعًا فَهَلْ أَنتُم مُّغْنُونَ عَنَّا نَصِيبًا مِّنَ النَّارِ قال الذين استكبروا إنا كل فيها إن الله قد حكم بين العباد)، فهلْ مِن مُدّكِر.

الصادق بن عبد الرحمن الغرياني
مفتي عام ليبيا

25 شوال 1436هـ
10/ 8/ 2015م

{gallery}Bynat/2015/Bayan8_Oil{/gallery}

الوسوم
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً

إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق