طلب فتوى
2015البيانات

بيان مجلس البحوث والدراسات الشرعية حول أحداث سرت

بيان مجلس البحوث والدراسات الشرعية حول أحداث سرت

 

بسم الله الرحمن الرحيم

 

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين، ولا عدوان إلّا على الظالمين، وبعد؛

فقد تابع مجلس البحوث والدراسات الشرعية التابع لدار الإفتاء، الأحداثَ الدامية التي وقعت في مدينة سرت، في هذين اليومين، والعدوان الظالم الذي يتعرض له أهلها – خاصةً الحيّ الثالث منها – مِن جنود دولة البغدادي، المتسمِّين زورًا وبهتانًا بتنظيم الدولة الإسلامية.

وقد سبق للمجلس أن حذَّرَ مِن أصحاب هذا التنظيم المنحرف، وفكرِهم الضالِّ، المستبيحِ لأعراض المسلمين ودمائهم بالشبهة والهوى، زاعمينَ نُصرة الإسلامِ بأعمالهم الباطلة.

وإذ يُعزي المجلس أهالي الشهداء، الذين سقطوا في هذه المواجهات، لَيؤكدُ على ما يلي:

أولًا: يكرِّر المجلس دعوته لرئاسة المؤتمر الوطني العام، ورئاسة الأركان التابعة له، وحكومة الإنقاذ، والثوار كافة، إلى القيام بواجبهم في قتال هذا التنظيم المتوحشِ، ونصرةِ أهالي هذه المدينة المجاهدة، وألَّا يُسلِموهم إلى هذا التنظيم الزائغ، الذي لا يَرقُب في مؤمنٍ إلًّا ولا ذمةً، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم عنهم وعن أسلافهم: (يَقْتُلُونَ أَهْلَ الإِسْلاَمِ وَيَدَعُونَ أَهْلَ الأَوْثَانِ) [صحيح مسلم:3/110].

ثانيًا: يدعو المجلسُ جميعَ الليبيين، القادرين على حمل السلاح، إلى الاستنفار العام؛ لمواجهةِ هذا السرطان، الذي يسعى إلى الفتك بأمتنا المسلمة، بحُججٍ داحضةٍ باطلةٍ، كما يدعو أَهالي سرت إلى أنْ ينصرُوا إخوانَهم في الحي الثالث، وأن لا ينجرُّوا وراءَ شعاراتِ هذا التنظيمِ، التي ظاهرُها الرحمة، وباطنُها مِن قِبله العذابُ، وأن لا يُأْووا أفرادَه، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم : (وَمَنْ أَحْدَثَ حَدَثًا أَوْ آوَى مُحْدِثًا فَعَلَيْهِ لَعْنَةُ اللَّهِ وَالْمَلاَئِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ) [سنن أبي داود:4/303].

ثالثًا: يدعو المجلسُ أولئك الأفَّاكين، الذين يَقتاتون على ما يسمَّى بمكافحة الإرهاب، ويتخذونه مَطيَّةً لقمع الليبيين، واسترجاع عهد الاستبداد، إلى أن يتَّقوا الله في هذا الوطنِ، وأن يكفّوا أسلحتَهم عن الأبرياء والأحرار من أبناء هذا الشعب، وأن يُوجهوها إلى العدوّ الحقيقي، المتمَثِّل في هذا التنظيم حيثما ظهرَ.  

رابعًا: يدعو المجلسُ العلماءَ وطلبةَ العلم والدعاةَ؛ للتصدّي لهذا التنظيم المتسلّط الظالم، وكشفِ فكره الفاسدِ، وتحذيرِ المسلمين منه ومِن شرِّه.

حفظ الله ليبيا وشعبها من كل سوء.

وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

 

صدر عن مجلس البحوث والدراسات الشرعية التابع لدار الإفتاء

الجمعة 29شوال 1436هـ، الموافق: 14أغسطس 2015م.

 

الوسوم
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً

إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق