بسم الله الرحمن الرحيم
بيان دار الإفتاء رقم (9)
(بشأن أطفال بنغازي الذين غرقوا في البحر أثناء النزوح)
قال تعالى: (إِلَّا الْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ وَالْوِلْدَانِ لَا يَسْتَطِيعُونَ حِيلَةً وَلَا يَهْتَدُونَ سَبِيلًا فَأُولَئِكَ عَسَى اللَّهُ أَنْ يَعْفُوَ عَنْهُمْ وَكَانَ اللَّهُ عَفُوًّا غَفُورًا) [النساء:98-99].
تتقدم دار الإفتاء الليبية بأحر التعازي لأهالي وأسر أطفال مدينة بنغازي، ولباقي الضحايا الذين استشهدوا غرقا في البحر، أثناء رحلةِ نزوحٍ مؤلمةٍ بين مدينتي بنغازي الأسيفة ومصراتة، نسأل الله أن يتقبلهم عنده في الشهداء، ويشفعهم في أهالِيهم، إنه على كل شيء قدير.
والدار إذ تعزي في الضحايا الأبرياء تُذكر بما يلي:
1- تُذكر ثوار بنغازي وشباب بنغازي أن يجتمعوا ويتكاثفوا لرد العدوان، والدفاع عن مدينتهم، وعن أهليهم وأعراضهم وحرماتهم، فإن النبي صلى الله عليه وسلم يقول: (مَنْ قُتِلَ دُونَ مَالِهِ فَهُوَ شَهِيدٌ، وَمَنْ قُتِلَ دُونَ دِينِهِ فَهُوَ شَهِيدٌ، وَمَنْ قُتِلَ دُونَ دَمِهِ فَهُوَ شَهِيدٌ، وَمَنْ قُتِلَ دُونَ أَهْلِهِ فَهُوَ شَهِيدٌ) [الترمذي:1421]، وأنْ يجمعوا كلمتهم، ويوحدوا صفوفهم، ويصبروا ويحتسبوا، ولا يلتفتوا لتخذيل المُخذِّلين والمُثَبِّطين.
2- تُذكر أهالي باقي المدن الليبية أن يُحْسنوا ضيافة أهلنا النازحين؛ من بنغازي وغيرها، ويفرجُوا عنهم كُرباتِهم.
فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: (مَنْ نَفَّسَ عَنْ مُؤْمِنٍ كُرْبَةً مِنْ كُرَبِ الدُّنْيَا، نَفَّسَ اللَّهُ عَنْهُ كُرْبَةً مِنْ كُرَبِ يَوْمِ الْقِيَامَةِ) [مسلم:2699]، وتُذكرهم بأن إخوانَهم في ضيق شديد وكرْب عظيم، فبيوتهم ما بين مُدَمّر ومسروق ومنهوب، وأرزاقهم توقفت، ومصالحهم تعطلت، وأبناؤهم قُتلوا وشُرّدوا وطُوردوا، وتَنكَّر لهم القريب والبعيد إلا من رحم الله، وقليل ما هُم!
3- تُذكر المسؤولين بتحمل مسؤولياتهم، ودعم أهالي بنغازي وثوارِها، وتأمين وسائل نقل آمنة لهم من وإلى طرابلس، وعلاج جرحاهم، فقد قال صلى الله عليه وسلم: (كُلُّكُمْ رَاعٍ ومَسْؤول عَنْ رَعِيَّتِهِ) [البخاري:2419].
4- تُذَكر دار الإفتاء المجتمع الدولي والأمم المتحدة، بمسؤولياتهم أمام الشعب الليبي، وذلك بسبب اعترافهم بالبرلمان المنعدم، الذي يرعى ما يسمى بعملية “الكرامة”، والتي تسببت في تدميرِ ثاني أكبر مدن ليبيا ومهد ثورتها (بنغازي العصية)، وتشريد أهلها، تحت مسمع ومرأى العالم بأسره.
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
الصادق بن عبد الرحمن الغرياني
مفتي عام ليبيا
صدر في طرابلس 1- ذو القعدة 1436 هـ
الموافق 16 أغسطس 2015 م