بسم الله الرحمن الرحيم
بيان وإيضاح من المكتب الإعلامي لدار الإفتاء
حتى لا تضيع الحقيقة بين السطور وسط الضجيج!
صحيفة حزب العدالة والبناء تتهم فضيلة المفتي بأنه يدعو الحزب للتراجع عن موقفه الداعم للوفاق
هكذا تقول الصحيفة “للتراجع عن موقفه الداعم للوفاق”
وتحت هذا العنوان صورة كبيرة لرئيس حزب العدالة والبناء وعنوان آخر يقول:
رئيس حزب العدالة “يدعو لإنقاذ الوطن”
وهكذا يشوه كلام العلماء، ويصور المفتي بأنه معارض للوفاق، وأن الذي يدعو إلى الوفاق وإنقاذ الوطن هو رئيس حزب العدالة والبناء!
لا نملك أن نقول إلا إن هذا استمرار للحملة الموجهة ضد فضيلة المفتي التي اشترك فيها حزب العدالة والبناء مع آخرين عبر بعض القنوات الفضائية، يتنقل فيها الساسة والمحللون من قناة إلى أخرى، يفتحون شهية الناس على الكلام واللمز والتشكيك في مصداقية مؤسسة الإفتاء.
وحتى لا تضيع الحقيقة بين عبارات المحللين وعناوين الصحفيين ومحترفي السياسة، فإن المكتب الإعلامي بدار الإفتاء يود أن ينبه السادة المواطنين الكرام إلى الآتي:
المفتي في كلمته الموجهة إلى الشعب الليبي الكريم لم يَدْعُ أحدا إلى الرجوع عن الوفاق هكذا بإطلاق، كما ذكرت جريدة العدالة والبناء، وإنما قال بالحرف الواحد: هناك قفز من بعض الساسة على المراحل، أَلْهَوُا به الناس عن الأمر المهم؛ المسودة، والدستور، الذي سيرهن مستقبل البلد ومصيره، والذي سيضبط عمل الحكومة، وأشغلوهم عنه بالكلام عن حكومة نُصِّبت من قبل المبعوث الأممي على الهواء مباشرة، ثم العجب أشد العجب أن يقال لنا هذه حكومة وفاق، فهل يصدق هذا عاقل؟!
وبناء على هذه الحقيقة المغيّبة في تنصيب الحكومة، والتي لا يستطيع أحد إنكارها، دعا فضيلة المفتي حزب العدالة والبناء وغيره من الأحزاب الأخرى إلى أن يتخلوا عن دعم تسمية ما ليس بوفاق وفاقا، لأن دعم ما ليس له حقيقةٌ، وتأييدَه – وهو على خلاف الواقع – ظلمٌ للأمة، ومن يتبناه على أنه وفاق فهو ظالم، وعليهم أن يتخلوا عن دعم الظالمين.
هذا هو كلام المفتي بنصه وفَصِّه لمن يريد أن ينصفه! فهو ينشد ويدعو إلى الوفاق الحقيقي الذي يأتي بالخير، ولا يدعو إلى التراجع عن الوفاق كما أطلقته جريدة العدالة والبناء!
وأضاف فضيلة المفتي في كلمته: إن المشكلة لا تتعلق بمن هم في حكومة الوفاق أو المجلس الرئاسي في أشخاصهم، وإنما المشكل الحقيقي الذي يهدد أمن ليبيا هو في مسودة الوفاق التي لا وفاق عليها، وأنه قبل الكلام على أي حكومة، هناك خمس ملاحظات جوهرية في المسودة طلب العلماء في مجلس البحوث التابع لدار الإفتاء تعديلها، وأنه لا يجوز التفريط في واحدة منها، لأنها الحد الأدنى الذي تُحفظ به حُرمة الدين والوطن!
وحاول بعض من خرج على القنوات الفضائية من المحللين والسياسيين التهوين من هذه الملاحظات التي ذكرها فضيلة المفتي، بأنه قد تم تعديلها في المسودة الأخيرة، وتجرأ بعضهم فرمى المفتي بالغفلة، وأنه أُذُنٌ يُرَدِّد ما يسمعه من بعض مَنْ حَوْله من الموظَّفين والمحيطين به، دون معرفة بحقيقة الأمور، وأنه يتكلم عن مسودة قديمة ولا يتابع التعديلات الأخيرة عليها.
إننا لنهمس في أذن هؤلاء المعلقين والمحللين بأن هذاالذي يفعلونه هو أسلوب من أساليب الأذى للناصحين، دَرَج عليه من كان قبلنا ممن ذمهم الله، فهو أذًى قديمٌ أشبهُ بأذى أهل النفاق للنبي صلى الله عليه وسلم، الذي أخبر عنه القران بقوله: (وَمِنْهُمُ الَّذِينَ يُؤْذُونَ النَّبِيَّ وَيِقُولُونَ هُوَ أُذُنٌ قُلْ أُذُنُ خَيْرٍ لَّكُمْ يُؤْمِنُ بِاللّهِ وَيُؤْمِنُ لِلْمُؤْمِنِينَ وَرَحْمَةٌ لِّلَّذِينَ آمَنُواْ مِنكُمْ وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ رَسُولَ اللّهِ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ).
أما الحقيقة، لمن أراد الحقيقة عن الملاحظات الخمس التي أبداها العلماء على المسودة، فإنها لا تزال قائمة كما هي، موجودة في آخر مسودة تم التوقيع عليها، ولم تعدل إلى حد الساعة، وهي المنشورة على موقع بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا حتى الآن.
أما الضجيج الإعلامي بأن هذه الملاحظات قد عدلت، وأن الشيخ يتكلم عن مسودة قديمة ليست هي الأخيرة التي عدلت فهو من التلبيس المجافي للحقيقة.
ومن أراد الوقوف بنفسه على الموجود في المسودة الأخيرة فإننا نحيله إلى مواضع هذه الملاحظات الخمس وأرقامها في المسودة المنشورة على صفحة بعثة الأمم المتحدة من خلال هذا الرابط.
https://drive.google.com/…/0B39GvIiGy9_CdVRYbnF5X3BYY…/view…
https://drive.google.com/…/0B39GvIiGy9_CdVRYbnF5X3BYY…/view…
وفقنا الله وجمع الكلمة على الهدى والحق، وألف القلوب عليه.
المكتب الإعلامي بدار الإفتاء
الأحد 2 رجب 1437 هـ
الموافق 10 أبريل 2016 م