بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
رقم الفتوى (1592)
ورد إلى دار الإفتاء السؤال التالي:
تزوجت رجلاً، وأنجبت منه أربع بنات، ومنذ فترة انضم إلى الفرقة القاديانية، ويدعو إليها الناس، وحدثت مشاكل بيننا، وانفصلت عنه، قام بعدها برفع دعوى أمام القضاء مطالبا برجوعي، فهل يجوز الرجوع إليه؟
الجواب:
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه.
أما بعد:
فإن القاديانية فرقة ضالة ودين مُخْتَرَعٌ جديد، ظهر أواخر القرن التاسع عشر الميلادي بقاديان، إحدى قرى البنجاب الهندية، أسسه ميرزا غلام أحمد القادياني المولود سنة 1265هـ بقاديان؛ حيث ادعى ميرزا أنه المهدي المنتظر والمسيح الموعود، كما أنهم يعتقدون بتناسخ الأرواح، ويعتقدون أن النبوة لم تختم بمحمد صلى الله عليه وسلم، بل هي جارية، وأن الله يرسل الرسول حسب الضـرورة في زعمهم، وأن غلام أحمد هو أفضل الأنبياء جميعاً!! وأن جبريل عليه السلام كان ينزل على غلام أحمد بالوحي، وأن إلهاماته كالقرآن، ويقولون: لا قرآن إلا الذي قدمه المسيح الموعود (الغلام)، ولا حديث إلا ما يكون في ضوء تعليماته، ولا نبي إلا تحت سيادة “غلام أحمد”، ويعتقدون أن كتابهم منزل واسمه الكتاب المبين، وهو غير القرآن الكريم!! كما يعتقدون أنهم أصحاب دين جديد مستقل، وشريعة مستقلة، وأن رفاق الغلام كالصحابة،ويعتقدون أن الحج الأكبر هو الحج إلى قاديان وزيارة قبر القادياني.
وقد أفتت الهيئات العلمية الإسلامية المعتبرة في العالم بردة هذه الطائفة، وخروجهم من الإسلام، ومن تلك الهيئات: مجلس المجمع الفقهي التابع لرابطة العالم الإسلامي، والمجمع الفقهي التابع للمؤتمر الإسلامي، ومجمع البحوث الإسلامية بالأزهر.
وعليه، فإن هذه الجماعة التي تدعو إلى هذا المذهب الإلحادي الضال ليست من فرق الإسلام، ولا يجوز نكاحهم ولا البقاء معهم، فإذا ثبت أن زوجك منهم، فلا يجوز لك الرجوع إليه، ويجب أن يفسخ عقد الزواج بينكما، والله أعلم.
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
لجنة الفتوى بدار الإفتاء:
أحمد ميلاد قدور
غيث محمود الفاخري
الصادق بن عبد الرحمن الغرياني
مفتي عام ليبيا
27/المحرم الحرام/1435هـ
2013/12/1م